لماذا الخوف من الحرب الأهلية ؟!

قد يكون واهما من يحلل بأن العراقيين يمكن أن يتجنبوا حربا أهلية كل الدلائل تشير الى اننا سائرون اليها بقوة ( اذا استمر الوضع كما هو وبوتيرته ) ..وربما يحلل البعض متأثرا برغباته الشخصية واعتقاده بما سيكون هو أحسن للعراق وشعبه عندها يوصف هذا التحليل بانه عاطفي أو متأثرا بالعاطفة الشخصية , لكننا أيها السيدات والسادة وصلنا الى الطريق المسدود الذي لا اتجاه اَخر له الا الحرب التي تنهي وتحرك الامور وتوجِد الحلول !.. كنا حين بدأنا نتسائل بعد الحرب مع ايران ومعادات الامريكان لنا بماذا يريد منا الامريكان ؟ ولماذا كل هذا العداء الشوفيني ؟؟ ولم تكن الاجابة متاحة أمام أعيننا الا حين فهمنا مخططات الغرب وحقدهم على نفط العرب والاسلام وحماية (اسرائيل)..وكنا نخوض  صحوة اسلامية كان الغرض منها تصحيح المفاهيم المغلوطة لفهم الاسلام  وتطبيقاته وابعاده عن التطرف الديني والطائفي لكن كانت أمريكا و الفرس والعدو الصهيوني .يخططون بالاتجاه المعاكس في تحالف خفي خدع الجميع الى أن وصلت الى النتيجة الحتمية وهي  أنهما يسعون ومعهم الغرب الى تدميرالنسيج الوطني العراقي والعقلية العراقية التي كانت تسير بالاتجاه الصحيح لتعيد مجد العراق وجعله بمستوى الدول المتقدمة ,لهذا كان تدمير هذا النسيج  يتطلب حدوث عمليات اغراق العقول في الرذيلة و المخدرات والطائفية وتغييب عقولها و حروب وقتل وتدمير لم يحرك الضمير العالمي بسبب اتفاقهم المبدئي مع الامبريالية الامريكية ولذلك تم السماح للفرس بالتغلغل لمؤسسات العراق واطلاق يدها في اعمالها التخريبية وإبادة السنة و كل الوطنيين والتقدميين المكون الاكثر تحديا لمخططات اعداء العراق الثلاثة لكن العراق بلد عريق بشعبه ان تعرض للتعثر فهو على الدوام ينهض وينتفض وهذا ما حدث في القاعدة الشعبية لمؤيدي الامبريالية الفارسية وذيولها حين انتفضوا رافضين كل العملية السياسية التي دمرت الشعب والبلد ,مما أثار موجه من الغضب واحراج الفرس وعدم معرفة ما يفعلون.
قولوا لي ماذا يمكن أن يفعله المتظاهرين السلميون اذا ما استمرت ذيول ايران  باغتيال قياداتها و الزج بالنشطاء بالسجون .. لقد انتظروا وانتظرنا 17 سنة و العراق ينحدر للاسفل وتزداد جرائم الميليشيات المتعددة خطف – تعذيب – اغتيال – سجن – سرقة – فساد اداري -سرقة للمال العام  – تدمير مدن بكاملها على ساكنيها ..و لا تزال هذه الميليشيات العميلة والمسيرة مصرة على الاتباع الاعمى وتنفيذ مخططات المجوس بابادة العراقيين وترفض أي حل يصلح العراق أوينهي وجودها  رغم انعدام الحاجة التي أسسها لها سيستاني الفرس !. والان فبعد الذي جرى فان هناك احتمال كبير ان تعيد أمريكا طلبها من الحكومة العراقية بضرورة حل هذه الميليشيات فماالذي يمكن أن يحدث ؟: الاحتمال الأكثر حصولا هو أن ترفض هذه الميليشيات الانصياع لهذا الامر لانه سيعني بتر أيدي الفرس بالعراق وسوريا وفي هذه الحالة فانهم بكلتا الحالتين ان طلبوا او لم يطلبون سيلجؤون الى زعزعة الاستقرار بالعراق والتحرك بقسوة اجرامية تجاه المتظاهرين في كل مدن العراق وحتى محاولة استهداف الامريكان من جديد ويتم اسقاط الدولة العراقية وانقسام الجيش بين مؤيد ولا مؤيد لهم .. مما ستحرك أمريكا اذرعها وستطلب من المنتفضين بحمل السلاح باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق أماني العراقيين الخيرة وقد تقوم بتدريبهم سريعا . وهي تقود  حرب انهاء الوجود الميليشياوي من أربيل و الانبار من خلال تقديم الدعم الجوي وضربات الصواريخ المسيرة أو المحمولة على ( الدرون ) كما أن الاخوة في الجنوب وخصوصا العشائر سيواجهون من قتل ابنائهم السلميين وبذلك فالحرب الاهلية بدأت تسير باتجاهها..أما اذا تم دمج هؤلاء الحثالات بالجيش والامن فهذا يجب أن يرفضه كل العراقيين لانهم سيفسدون هذين الجهازين ويكون خطرهم أكبر وربما دائم لا سمح الله .
كما في الحروب الاهلية التي حدثت في كولومبيا وراح ضحيتها 100 الف قتيل وفي سريلانكا  اكثر من 40 الف قتيل وكذا في انغولا و الصومال واليونان ولبنان وفي انكلترا و اليونان و فرنسا واليابان ودول عديدة أخرى .. المهم في نهايات كل هذه الحروب انها كانت تصل الى ميزة متشابهة في أنها قادت تلك البلدان إلى إنهاء الصراع  والاقتتال الداخلي و الوصول الى تفاهم مشترك  متين سواء كان فيها الغلبة لأحد الاطراف أو اتفاق المتقاتلين .  فان حربا اهلية لو حدثت في العراق قد تكون ضرورية من أجل تطهير العراق من العقول الفاسدة والاجرامية المتخلفة التي ترفض اصلاح نفسها و لا سبيل ينهي خطرها او معاودة نشاطها وتغلغلها وسط المجتمع العراقي الا بابادتها ! فاذن تصبح الحرب الاهلية ضرورة ملحة للوصول الى بوابة عراق خالي من الطائفية والتبعية المذلة والفساد وكفانا انتظار وخسائر لا تنتهي .
لأنهم يتكاثرون و نحن نتكاثر فسيبقى العراق مزعزعا و بلا قانون يحترم ولا عدالة ما دام الابقاء على هذه الحالة هو السائد. فلا يجب أن نخشى الحرب الاهلية لو حدثت لانها طريق الخلاص ومستقبل العراق والله أعلم

جميع المقالات المنشورة على موقع العراق العربي هي لاتعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وانما هي وجهة نظر كاتب المقال الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى