يصفنا البعض باننا ضبابيين أو متشائمين في مقالاتنا الاخيرة متغافلين أننا نخوض في واقع أليم وحقائق وتجارب شاخصة للجميع , ولما كان السلوك الانساني هو صورة لأمنياته ورغباته وأفكاره فانه قد يغفل الواقع و لا يراه لانه يعارض هذه الرغبات وغالبا ما تدفعه العاطفة لاتخاذ مثل هذه الاراء فتحجب عن العقل وعي وتحليل صورة الاحداث التي يراها كما هي , ويصف فرويد هذا الشيء باللاوعي أي أن هناك جهاز في جسم الانسان ( وهذا تفسيري) يكون أقوى من حالة الوعي اسماه اللاوعي وهو من يدفع البعض لاتخاذ المواقف أو السلوكيات وهذا اللاوعي في جسم الانسان يحاول أن يضغط على العقل ليختار أسهل الطرق التي تريحه نفسيته المرتبطة بالاماني والافكار لذلك هو يرى الشيء و لا يحس به!.. وهذا برأيي ما يحدث لدى من يصفني بهذه الصفات بينما أنا في تحليلاتي أحاول قدر الامكان التجرد من اندفاعات العاطفة التي تحاول ان تحقق الرغبة وأحاول ان أرى الصورة كما هي و أحللها .. و لما كانت رغباتنا متساوية في التخلص من أعداء الامة وتحرير العراق والتخلص من الفساد وهدر اموال الشعب فلا أجد مسوغا في وصف مقالاتي بالضبابية . بل أني أصف الاخرين الذين يختلفون معي بتغلب شعور اللاوعي عندهم على الوعي للواقع .! على العموم فانا أفسر ذلك باختلاف وجهات نظر لا أجد بدا من أحترام أراء الاخرين وأفكارهم . يبقى أن التواصل عنصر أساسي في العمل المشترك لا بد وأن يتم البحث عن سبله المتعددة وأختيار الوسيلة.
لو تعدينا حقيقة أن داعش هي تكوين مخابراتي امريكي ايراني وانه سمح لها بالتوسع واستغلال ابار البترول وبيعه ( و معرفة من هم المشترين يعطينا الدليل الواضح على من كان يمول داعش ويعطيهم السلاح ) فان ما كسر داعش وسبب في خسارتها بالدرجة الاولى هو الغرور ورفض التحالفات ثم الاصرار على سيادتها على كل مؤيديها ..الغرور باعتقادها ان الله سينصرنا لذلك فانهم اعتقدوا بانهم لا يحتاجون للتحالف مع أي قوة أخرى بل حتى أنهم غدروا بمن يحمل نفس هدف التخلص من عملاء المجوس .وغرورهم هذا تمثله هذه القصة عن راهب أنحسر في فيضان وكان كلما يمر عليه زورق يمدون أيديهم له لانقاذه كان يقول لا فان لي ربا سيحميني الى أن غرق ومات! وفي الاخرة كان يعاتب بلماذا لم ينقذني الرب فقيل له ان الرب قد أرسل اليك زورقين وانت رفضت واخترت الانتحار فستحاسب كمنتحر!. وهذا ما حصل لداعش و هذا ما نخشاه على أبطال الانتفاضة و هذا ما جعلنا نقدم حلول وسط للخروج منتصرين وهذا ما يجعلنا بنظر البعض ضبابيين أو متشائمين و هذا ما يجعلنا نحترم اراء الاخرين ولا نتخاصم مع أي انسان يقف بنفس جبهتنا حتى وان تعرضنا لانتقاده وهذا ما ننتظره منهم منا ايضا!.
سرية العمل التي نطرحها المقصود بها الحفاظ على الاسرار والقيادة من أجل عدم وصول المعرفة بها للاعداء أو المعنيين خارج التشكيلات وكما يقال فان الوقاية خير من العلاج فاننا نحذر من أن أعدائنا لديهم امكانيات وأساليب أكبر للوصول الى أهدافها لقمع وانهاء الانتفاضة أو ركوبها..فمثلا من لا يعرف رقم هاتفك فكيف سيتسنى له التنصت عليك ومراقبتك ؟.أو أن تكون في القيادة العليا وتمارس الظهور على وسائل الاعلام والتواصل فتكون هدفا سهلا ليصطادك الاعداء بينما ان كنت تظهر للاخرين انك مثلا رجلا تعمل وانك مسالم تسير في دربك لا علاقة لك بكل ما يحدث فهذا سيبعد عنك أي عملية اعتقال أو الشك بك . اخذين هذه الحكم من رسولنا الامين حين قال ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فان كل ذي نعمة محسود ) لان عدم السرية تعني انك ستتلقى الضربات تلو الاخرى وهذا ما حصل حين تم أغتيال الناشطين أو اختطافهم واعتقالهم , وسيقوم غريمك بالتجهيز المسبق لما ستقوم به لانه عرفه وسيفشل خططك. وسيقوم باثارة الفتنة بين افراد التشكيلات من أجل اضعاف الكل وجعلهم مكشوفين فيسهل الانقضاض عليهم من قبل الجماعات الاخرى .وستضطر هذه التشكيلات لمعالجة مشاكلها الداخلية التي كشفت وتؤثر على تطوير خططها المستقبلية وادارة الانتفاضة وسيكونون تحت ضغط نفسي..و أول مطلب للانتفاضة كما نراه هو حل الميليشيات وسحب سلاحها لانها من تقوم بقتل المتظاهرين وخطفهم وهي القوة الاولى التي ستقف ضد اهداف المنتفضين في كل وقت. وأحسن تنظيم للعمل السري هو ما اسميه الِامام الذي تقف خلفه صفوف المصلين فهم على تعددهم لا يرون الا شخص واحد وهو الامام وهذا الامام يكون له مساعد او اثنين يظهر فقط في حالة تغيب الامام ويحمل معه ما يثبت أنه مساعده ليقود جموع المصلين , لذلك فان تأليف قمة هرمية للقيادة تعتمد على نظام الامام سيصعب من امساك القيادات العليا و سيجعلها بمأمن من الانقضاض على اهدافها.
نقول ان المثل يقول اذا فقدت بذورك فان المطر سيرشدك اليها بعد ان تنبت كذا الشيء اذا فقد الامام المصلين فسيراهم في مكان قريب فاننا نزرع الجميل لأنه سيسعدنا اينما نبت وانتشر لا نحاول ان نسرق فرحة احد او نقهر قلب احد و لا اختطاف عمل احد بل ندعمه , وهذا ما نريد الوصول اليه فهل في ذلك ضبابية أو تشائم ؟.!
815