لماذا طالبت بالايقاف الثاني للانتفاضة التشرينية وما هي اخطاءها!

كنت ممن حذر من أن تقع الانتفاضة بمطب الغرور والانفراد وطالبنا عقلنة الامور وادراكها والتخطيط وفق ذلك واليوم نقول : ما دام قانون صراع البقاء هو السائد في العالم فان قوة القوي تلغي منطق المساواة والعدالة في أي مجتمع أو سيادة دولية وينعدم هنا الضمير و لا بد أن تظفر في النهاية لتسيطر على مظاهر الحياة ويختفي الأصلح الذي يجب ان يسود, و تبقى القوة هي المسيطرة على تحقيق المصالح المشتركة , خذو مثلا سكوت الامم ( الحضارية والديمقراطية!)عن كل الجرائم التي تحدث في العراق الان ورغم انها لم تكن المرة الاولى فلقد صاحبها سكوت مطبق عندما كان عدو البشرية المجوسي المالكي يقتل ويبيد بالعراقيين المحتجين سلميا, ذلك أن وجود عراق قوي موحد سينافس المشروع الامريكي الاوربي في استنزاف أموال العرب وامتداد الصهاينة وسيضعف ايران وربما تنتفض شعوبها عليها وربما تتحرك شعوب  المنطقة ككل فتسقط مخططات أمريكا في الهيمنة .
جميل ان جلوس الانسان ساعات أو أيام في التفكير والتخطيط لأفكار وأهداف حكيمة حقيقية ليست في رؤيا ما هو امامك أوما يحدث حسب وانما لايجاد وضوح أحسن للتوجه نحو المستقبل وتوقع ما سيحدث به, من أجل الوصول للغايات, من هذا المنطلق فان التخطيط الذي يأتي بعد الحدث غالبا ما يكون على شكل ترقيع قد ينفع أو لا ينفع, عكس التفكير المنطقي الذي ينظر للمستقبل من باب  عقلنة الامور للوصول لتوقع ما يمكن أن يحدث , ويبقى المخطِط الفطن يضع قانون (اما أو) في مخططاته . فاما ان يحدث كذا وهذه خطتي او لا يحدث كذا و هذه خطتي البديلة ..
صدام كان سوبرمان البعث والان عزة الدوري هو سوبرمان البعث لكن الفرق بينهما هو ان صدام كان يجد من يضحي بنفسه من أجل أن يبقى سوبرمان بينما عزة لا يجد الان بسبب شيطنة البعث الذي مارسه الفرس ودجاليهم وقتل كوادره وهجرة أكثرهم .ما أريد ايصاله للمنتفضين من هذا المثل هو أن (الحال من المحال) أي أن الدنيا لا تدوم أو تستمر على حال واحدة وستختفي ونخسرها ان لم نحسن التدبير,و أنا أجلس وحيدا مفكراً بما يجري يحدث ان أستمع لأحد المنتفظين يشرح خطة عبور الجسور وغاياتها بالتفصيل فتحرك غرمائهم وقاموا بأحباط هذه الخطة وقاموا بالسيطرة على الجسور!.. تجتمع بعض القيادات بمكان مكشوف من غير حماية فيتم التقاطهم واحدا واحدا لا سيما وان المندسين لا يجدون صعوبة للوصول اليهم وربما الجلوس للاستماع اليهم,ولهذا السبب تختفي المصادر وينقطع التواصل, وربما لهذا تبدلت القيادات أو تعددت !! … أستمع لمن يقول جئنا لننتصر أو ننتصر, جيد لكن التفائل أكثر من اللزوم يؤدي الى الاحباط أو للانتحار! , لماذا أقول ذلك ؟ لأني لا أجد أمامي في من يدير الانتفاضة الخبرة أوامتلاكهم لخطط تحاكي واقع الامور وتسيرها أكثر مما هي مقامرة بالمضحين ..أستمع أيضا الى : نحن باقون هنا الى أن تتحقق مطالبنا !, أيضا شعور جيد لكن ماذا عملتم كي تحصلوا على هذه النتيجة؟! وهل في كلام المراهقين هذا عقلنة ؟!.. أنا أظنه مخالفا لقانون الطبيعة البشرية والحاجات . لماذا ؟ ..في الكهرباء تكون القدرة هي الطاقة التي تقسم على وحدة الزمن فتقسم الطاقة الى عدد من (وات ) كوحدة قياس لها فكلما كان عندك (واتات) كلما استمر التشغيل , نفس الامر لو طبقناه على البشر فطاقة وقدرة قيادة الانتفاضة تتحدد بعدد ما لديها من اناس فكل انسان يعادل هنا (وات) فأنت لو استنفذت كل طاقات البشر أوهدرت استعمالها فانك ستفقد القدرة على الاستمرار , نقول هذا كي لا نصل لمرحلة التوسل بالاخرين لكي يخرجوا لتستمر ماكينة الانتفاضة مستمرة, لكن كيف تستمر وانت قد استنفذت كل طاقاتهم ؟!!  فأنت حين تعزم على شيْ وتبدأ به عليك أن تصل في مرحلة ما الى ان تنهي عملك والا سيتغلب عليك غريمك.لنأخذ فقرة الرهان على اطالة الحال كما هو ومن سينتصر ؟, نسأل ما هي مواردكم ؟ وماذا تعادل أمام موارد الدولة ؟؟ فكروا بهذا لان مواردكم شعبية تطوعية فتنفذ .خذو مثال اخر وهو سلمية الانتفاضة واذا بي أرى من يقذف الحجارة على قوات الامن و من يحرق الاطارات وكأنما المبيدات التي تطلقها الحكومة غير كافية وهذا تناقض لانك بذلك تسعى لانتقام غريمك واطلاقه للنار على اتباعكم ليسقطوا شهداء..  هل الغرض هنا لكي تقوم بتوظيفها اعلاميا .. للاسف أقول كثرة سقوط الشهداء بهذه السهولة من غير ان يصاحبها اقتحام تجعل الرأي العالمي وضميره يتعود على مشاهدتها ولن تجد لها تأثير كبير ولن يهتم بها وتوجد شواهد كثيرة مثل ما حدث للبوسنة و مسلمي بورما ووو…لهذه الاسباب طالبت بمقال سابق ايقاف مؤقت للانتفاضة للتحضير للمرحلة الثالثة والاخيرة  ولنبدأ ( القادسية الثالثة ) ضد مجوس ايران لكن جزء استمع وجزء عاند!..
 لا نريد أن نتفضل على الانتفاضة وقادتها أو نحبطهم و لا ان نملي شروطا لكننا قدمنا النصح لان الانتفاضة هي مطلب لكل الشعب العراقي لذلك يكون احسن اشراك بقية المكونات من أجل التخلص من الاستعمار الفارسي  الذي سرق خيرات العراق بمساعدة ذيوله الخونة ..  لذلك نستمر بتقديم نصائحنا لكم أن رغبتم اتباعها وان لا فانتم وحدكم من سيتحمل نتيجة كبوة الانتفاضة وضياع مكتسباتها. أنتم بحاجة الى اشراك قيادة واعية و مخضرمين سياسة وعلوم سياسية كما حددناها بمقال سابق لا كما تم الاعلان عنه باسلوب هوات اشبه بالتقدم على وظيفة !!.ولا بد من أن يكون العمل بصورة سرية .ضعوا عدة ايميلات لكم وارسلوها لمن تعتقدون انهم يفيدوكم وتواصلوا ..

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى