احتفلت مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية، امس الموافق 23/9/ 2023 بالذكرى المئوية لميلاد الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل وتسليم جائزة “محمد حسنين هيكل للصحافة العربية” لعام 2023 واقيم الحفل في المتحف القومي للحضارة المصرية، بحضور نخبة من الشخصيات العامة ورجال الإعلام والصحافة والشخصيات العامة البارزة
وبهذه المناسبة وجدت مناسبا إعادة ماكنت كتبته عن هيكل وحواري معه خلال زيارتي لمصر عام 1989 الذي نشر في مجلة الف باء العراقية حينذاك لمناسبة الذكرى المئوية لهيكل.
شهرة الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل ،لم يحظ بها أي صحفي عربي حيث تجاوز دوره من عالم الصحافة إلى عالم السياسة، ليتحول إلى شاهد عيان على أخطر مراحل أحداثه، موثقا وراصدا مستجداته على مدى العقود الماضية.
وهيكل عاصر أحداثا هي من أشد فترات الإثارة في التاريخ العربي رصدها بعين الصحفي البارع لتنوير الرأي العام بأسرارها.
وخلال العقود الماضية التي عاش فصولها، تحول هيكل من صحفي وكاتب إلى مؤثر في أحداثها ما أثار حفيظة من عاصره من الصحفيين غير أن براعة هيكل وحسه الصحفي الراصد للحدث ومدياته قربه من صانع الحدث في مصر، الراحل جمال عبد الناصر إذ نال ثقته وقربه من دائرة صنع القرار.
وعلاقة ناصروهيكل منذ ثورة يوليو عام 1952 ولغاية رحيل عبد الناصر في العام 1970، جسدت دور الصحفي وأبرزت مكانته في المجتمع خصوصا إذا كان الصحفي مؤمنا برسالة قائد المسيرة وأهدافه، كما في التجربة الناصرية.
وأتاح قرب هيكل من عبد الناصر إطلاعه على أسرار فترة النهوض القومي تأريخ مصر والمنطقة عموما، إلى حد حصوله على نسخة من أي قرار أو توجيه يصدر عن الرئاسة المصرية بأمر من عبد الناصر.
وبعد رحيل عبد الناصر ظل هيكل وفيا ومدافعا عن مبادئ ثورة يوليو وقائدها على الرغم من حملات التشكيك والتشويش التي حاولت النيل من صدقتيها وهويتها.
وعندما التقيت هيكل صيف العام 1989 في شقته المطلة على النيل في القاهرة، أبلغتني مديرة مكتبه، أن الفريق البحثي الذي يعاون هيكل في عمله، يمتلك أكثر من مليون وثيقة ومصدر ومعلومة وضعت تحت تصرفه.
وعندما قلت لهيكل أني أتابع ما يكتبه في الأهرام بعنوان /بصراحة/ من إذاعة صوت العرب كل يوم جمعة، وفي الاهرام وعبر الصحافة العراقية التي كانت تنشر نصها في ستينيات القرن الماضي، قال مازحا /لا تحاول كشف عمري/
ونشرت نص الحوار في مجلة ألف باء الذي كنت أعمل فيها، وكشف هيكل خلال الحوار، عن أن أزمة المياه ستكون خلال العقود المقبلة، في مقدمة أزمات وتحديات المنطقة معللا ذلك بأن الأمن المائي لا يقل أهمية من الأمن القومي موضحا أن مصر ستتأثر بهذه الأزمة.
وأقر هيكل أن إنهاء الحرب العراقية الإيرانية، لم تنه الصراع بين البلدين كاشفا أن الدول الكبرى المؤثرة بالمنطقة أرادت إنهاك طرفي الصراع لصالح ترجيح كفة إسرائيل في معادلة الصراع بالمنطقة.