مع رحيل العام المضطرب 2020 نكون قد طوينا واحدا من أصعب الأعوام التي مرت على العالم من فرط ما أحدثه من متغيرات في حياتنا.
ولا نبالغ إذا قلنا إن العام 2021 سيكون عام اللقاح ضد وباء كورونا، وإن العمليات الموسعة لإنتاج الفيروس وتوزيعه ستكون الشغل الشاغل على سواها من تحديات وأزمات في العام الجديد، غير أن الحدث العالمي الرئيسي للسنة الجديدة سيكون عمليات التطعيم الجماعي ضد فيروس كورونا، ولكن ستكون هناك أحداث كبرى أخرى في هذه السنة.
ومن كان يتوقع أن العدوى الغامضة التي بدأت في الظهور في مقاطعة ووهان في الصين، وتنتشر وتتفشى لتتحول إلى جائحة عالمية، من شأنها أن تغير نمط حياتنا وتؤدي إلى توقف الحركة الجوية وتغلق المدارس والأعمال، وتحدث تقلبات وأزمات ضخمة في الاقتصاد العالمي، فضلا عن الأزمات السياسية.
وسيحمل العام الجديد أحمال العام الذي سبقه، وترحل إلى العام 2022 وهذا العام الذي نترقب ماذا سيحدث فيه، غير أن المتوقع أن أحمال السنة الماضية هي تركة كبيرة ربما لا يستطيع العام الجديد تحمل أعبائها.
صحيح أن العالم يستقبل العام الجديد بالكمامات والتباعد وإجراءات العزل الصحي، غير أن الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها العالم ستكون في صدارة اهتمام وانشغال المجتمع الدولي، وتحتاج إلى جهد عالمي لتفكيكها وتصفيرها؛ لأنها قد تعيق مواجهة الوباء وسلالاته الجديدة بإرادة لا تقبل التأجيل والمناورة والمصالح الشخصية.
فاليمن وفلسطين وليبيا ومصر والسودان والعراق ولبنان وسوريا رحلت أزماتها إلى العام الجديد، وهي تواجه تحديات كبيرة تحتاج إلى جهد حقيقي لحلول تعطي الأمل لتخطي ارتداداتها لتخطي مسببات أزماتها برؤية تأخذ بنظر الاعتبار مصلحة المواطن الذي ضاق ذرعا بأهوال السنوات الماضية، ويتطلع إلى مشاهدة النور في نهاية النفق.
ولعل ما يقلق الكثير من المتابعين ارتفاع منسوب الخلاف والتجاذبات حول نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية وارتداداته على مستقبل النظام الانتخابي في أميركا جراء رفض الرئيس الحالي دونالد ترامب الاعتراف بهزيمته أمام منافسه جو بايدن، واحتمالات عرقلة المصادقة على نتائج الانتخابات، وعلى تنصيب بايدن رئيسا في العشرين من الشهر الحالي.
وليس بعيدا عن الولايات المتحدة، فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستغيب عن المشهد السياسي بتقاعدها، فيما يسعى ترامب لقلب نتائج الانتخابات ليستمر رئيسا في مشهد لم تألفه أميركا، كما أن بريطانيا ودعت الاتحاد الأوروبي وأدارت ظهرها له بانسحاب تاريخي طال انتظاره.
هكذا هي أحوال العالم متغيرات ومفاجآت تحمل رياح التغيير من دون أن يتوقف دورانها حول الأرض؛ لترسم ملامح عام جديد يستطيع أن يحمل تبعات ما سبقه من أوجاع وهموم وأزمات، ويعيد الأمل للملايين النازحين الذي تقطعت بهم السبل وتحولوا حطبا لنار الأزمات والحروب ليعودوا إلى ديارهم بكرامة.
791