ماذا يريد الصدر في العراق : رؤية ايرانية

“ماذا يريد الصدر في العراق؟.. رفع سقف المطالب أم انقلاب على الشرعية الدستورية ؟”،
لازال الاعلام الايراني ماضيا في توجيه انتقادات لما يقوم به مقتدى الصدر في العراق، معتبرة ذلك بأنه لاينسجم مع ادعاءاته عبر محاولاته رسم صورة إصلاحية هدفها الاصلاح ومحاربة الفساد ، لكن ما يجري هو خلاف ذلك تماما -حسب زعم الاعلام الايراني – متهمة الصدر بانه جاهل وغير مدرك لتبعات ولا لمعنى الصورة أو مفهوم الإصلاح الذي يسعى لتحقيقه ، والذي قد يؤدي الى جر العراق الى فتنة داخلية لانحمد عقباها ، و مذكرة بانّ منطق الصدر هو منطق السلاح والتهديد، وأعمال الشغب والفوضى، ومحاولة دفع انصارة الى مهاجمة مؤسسات الدولة وتخريبها عبر دفعها الى الاعتصام والاحتجاج الدائم ، مؤكدة أنه لا يمكن لهذا المنطق أن يخدع الجيل الجديد من الشباب الساخطين ويضعهم في صفوفه، على حد تعبيرها .
واضافت : “طالما أنّ التيارات العراقية لا تدرك حقاً مطالب الجيل الجديد ولا تملك القدرة على تشكيل تحالف ينهض بمسؤليته لحل مشكلات العراق ، ولايملك فعلا القدرة على إدارة الوضع، فإن الوضع العراقي سيبقى هكذا غير مستقر ، وربما يخرج عن السيطرة تماما في حال استمر الصدر في عملية التصعيد ” معتبرة ان الصدر لا يسعى فقط إلى تحقيق مكاسب سياسية، وإنما يحاول من هذه التحركات أن يصل إلى موقع “المرجعية السياسية والدينية الاولى “، وهو منصب حساس وهام في العراق، مهددة ان ايران لن تسمح له بتحقيقه .
الامور لم تقف الى هذا الحد ، حيث استمرت الصحافة المحسوبة على الحرس الثوري التحذير من ان “العراق على أعتاب حرب أهلية، متهمة الصدر بأنه بات يلعب في الملعب الامريكي الاسرائيلي ، عبر محاولة اشعال الفتنة واثارة الخلافات داخل البيت الشيعي بهدف تفكيكه، وهو ما لن تسمح به طهران به ، موجهة تحذيرا للصدر من تبعات الاستمرار بهذه السياسة المدمرة .
المرجح ان تصعيد اللهجة الايرانية ضد الصدر تعكس فشل مهمة قائد فيلق القدس الايراني اسماعيل قاأني بالوساطة ، وربما تلقي الضوء عن خطوات ايرانية قادمة قد يكون من ابرزها التلويح باستهداف تيار الصدر وشخصه في حال استمرار سياساته التصعيدية ،على الرغم من استبعاد هذه الفرضية التي لاتخدم مصلحة ايران في هذا التوقيت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى