كثيرة هي المصاعب الحياتية التي يواجهها العراقيون التي أضافت أحمالا إضافية على كاهلهم من فرط قسوتها التي تسببت في هدر أموالهم وإمكانية إعادة بناء بلدهم من جديد الخالي من العنف وخطاب الكراهية، ورغم ذلك يتطلع العراقيون إلى تجاوز هذه العثرات والحفاظ على مشاريع البنى التحتية المتعلقة بحياتهم وديمومتها وصيانتها تحسبا لتصدعها وانهيارها بعد أن دق خبراء جرس الإنذار من مخاطر انهيار سد الموصل تزامنا مع الحديث مجددا عن احتمالات انهيار سد الموصل شمال العراق وتداعياته على الإنسان والبيئة معا بعد تلكؤ العمل في مفاصل مهمة من السد في محاولة لدرء مخاطره.
وما يعكس حال القلق الرسمي حيال الجهود المبذولة والخطوات المتخذة لوقف أي انهيار محتمل للسد مستقبلا، وتزامن هذا القلق مع تحذيرات أميركية من انهيار محتمل لأكبر سد في العراق واحتمال تضرر الآلاف من العراقيين الذين قد تجرفهم مياه نهر دجلة إذا ما انهار السد في أي لحظة.
ويحتاج سد الموصل منذ إنشائه بواسطة شركات ألمانية وإيطالية عام 1984 طبقا لخبراء إلى حقن أسبوعي عبر حفر فتحات في القاعدة المبنية من مادة الجبس أسفل البناء الهيكلي للسد، وملئها بمادة الإسمنت المخلوطة بالجص الذي تحتاج أساساته إلى حقن بانتظام للحفاظ على سلامة هيكله.
وسيطر تنظيم “داعش” عام 2014 على السد، الأمر الذي أثار مخاوف من احتمال تفجيره مما يطلق أمواجا كاسحة صوب الموصل وبغداد يمكن أن تحصد أرواح مئات الآلاف.
وحذر خبراء ري من إمكانية وقوع الكارثة في موسم الربيع بالتزامن مع الفيضان السنوي لنهر دجلة، وزيادة كثافة الأمطار وذوبان الجليد في مناطق مختلفة شمال العراق، الأمر الذي يتطلب إجراء خطط عاجلة لصيانة سد الموصل، وتحذير السكان من الكارثة، وإعلان الاحتياطات التي يجب عليهم اتخاذها في حالة انهيار السد بشكل مفاجئ.
وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة السابقة عقدت اجتماعا عاجلا في حينها مع مجموعة خبراء في وزارة الموارد المائية وأكاديميين بحضور شركة إيطالية تقود معها الحكومة مفاوضات لتعزيز صيانة السد، من دون الإفصاح عن تفاصيل الإجراءات لمعالجة الثغرات المسببة للقلق من انهيار السد، غير أن العمل في معالجة ثغرات السد تسير ببطء ولم تصل إلى حد معالجة الأسباب التي تحول دون حدوث الكارثة.
ويرى مراقبون في الصمت القائم، بالرغم من تحذيرات الخبراء المتكررة، بأنها تحمل علامات استفهام، وهي صفة لازمت الكثير من الوقائع المأساوية التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة، وفي مقدمتها كارثة سقوط الموصل وأحداث ووقائع أمنية وسياسية واجتماعية وضعت العراق في حال عدم الاستقرار، الأمر الذي أدى إلى تصدع مشاريع البنى التحتية وصيانتها، ما انعكس سلبا على حاجات وتطلعات العراقيين اليومية وضرورة إبعادها عن الانقسام السياسي والاستقطاب لإبقاء العراق خارج حسابات الجهات التي تسعى إلى إبقائه ضعيفا وغير مستقر وغير آمن.

747