مسار تنظيم الدولة الأسلامية اليوم في العراق وبلاد الشام (داعش) الأرهابي بين الحقيقة والواقع

*المطلب الأول *


1• ينبغي على المهنيين والمختصين والمسؤولين في الشؤون العسكرية والأمنية ملاحظة عدم فصل ساحة العمليات العراقية عن ساحة العمليات السورية عند اعداد الدراسات والخطط العسكرية او عند تحليل فعاليات ونشاطات تنظيم داعش الإرهابي حيث ان كلاً من الساحتين أعلاه متداخلتين مع بعضهما البعض في كافة الجوانب الجغرافية والسياسية والأجتماعية والدينية والمشتركات الأخرى ويشكلان أهتمام وتأثير لكلاً منهما على الاخر خاصةً المناطق المتاخمة بين البلدين وينبغي ان لا ننسى ان مصطلح ( داعش )هو مصطلح الدولة الأسلامية في العراق وبلاد الشام حيث سوريا والعراق هما المجال الحيوي الرئيسي لنشاط تنظيم داعش وثم ان داعش شرع بالتقدم بأرتالة عام 2014 من الأراضي السورية بأتجاة العراق وسيطر على محافظات غرب العراق (الانبار ونينوى وصلاح الدين ).
ويعتبر تنظيم داعش ان سوريا هي العمق الاستراتيجي له خاصة الجزء الشرقي من سوريا حيث ان اغلب إمداداته كانت تأتي من سوريا خلال فترة احتلاله محافظات غرب العراق .
كذلك ان اغلب الأسلحة الثقيلة والأعتدة والمعدات التي تعود للحكومة العراقية التي سيطر عليها داعش الإرهابي إبان احتلاله المحافظات الغربية قد تم نقلها الى شرق سوريا وتم بيعها لجهات مختلفه هناك . وأثناء عمليات تحرير محافظات غرب العراق تمكن داعش كذلك من نقل وإخلاء كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة والمعدات والعجلات اثناء انسحابه الى عمق الأراضي السورية في حينها .
وعليه وبعد كل ما حصل اليس من حق اي مواطن عراقي ان يسأل عن مواقف أنواع واعداد الأسلحة والأعتدةوالمعدات والعجلات والأموال التي استولى عليها داعش الأرهابي في قواطع العمليات اثناء سيطرتة على المحافظات الغربية وبالمقابل ماهي أنواع وإعداد الأسلحة والأعتدة والمعدات والعجلات التي تم استعادتها من داعش الإرهابي اثناء عمليات التحرير وما هي تقديرات اعداد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي قبل تحرير المناطق وما هي اعداد القتلى والمعتقلين بدقة من داعش الإرهابي اثناء عمليات التحرير حيث ان هكذا معلومات ضرورية للرأي العام العراقي وضرورية جداً عند اعداد الدراسات والخطط وتقدير الموقف والتحليل لمواجهة تحركات ونشاطات داعش اليوم .
وعلية يجب مراجعة خلاصة فعاليات ونشاطات وأساليب داعش الأخيرة عىلى ساحتي عمليات سوريا والعراق خلال الأشهر الأخيره وتحليلها والخروج منها بدروس وأساليب جديده لمواجهة أساليب داعش الجديدة كذلك . ويجب إعطاء أهمية قصوى لجانب الأستخبارات في هذا المجال وأعتماده كمبدأ .

مقالات ذات صلة

2• ينبغي وضع العمليّات التي ينفّذها تنظيم داعش اليوم في سوريا والعراق في إطار «الانتقام» حيث
ارتفعت، في الأشهر الأخيرة، وتيرة العمليات العسكرية التي يشنّها تنظيم «داعش» في سوريا، والتي توزّعت على أهداف متنوّعة شملت خصوصاً الجيش السوري وحلفاءه، وقوّات «قسد». وتشهد باديتا حمص وحماة، والمنطقة الغربية والجنوبية الغربية من محافظة دير الزور، والجهة الشرقية الجنوبية من محافظة الرقة شرق سوريا، بالإضافة الى بادية السويداء ومنطقة التنف التي تسيطر عليها القوّات الأميركية، حراكاً متزايداً لعناصر تنظيم داعش ، في ظلّ تسجيل عدد كبير من العمليات العسكرية. يتساوى ذلك مع هجمات شنّتها خلايا «داعش»، في الأيام الماضية، على محاور دير الزور وتدمر وريف حماة، أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى بين المدنيين والعسكريين السوريين، فيما اندلعت اشتباكات بين عناصر من التنظيم حاولوا التسلّل في اتجاه مواقع للجيش السوري في محور بلدة الرهجان في ريف السلمية الشمالي الشرقي. وقبيل نهاية العام الفائت، 2020 لقيَ نحو 30 عسكرياً مصرعهم في هجوم لداعش استهدف حافلة على طريق دير الزور ـــــ تدمر في منطقة كباجب، بعدما نصب مقاتلوا التنظيم «كميناً لثلاث حافلات كانت تسير على الطريق السريع وتقلّ جنوداً من الفرقة الرابعة في الجيش السوري… وفيما تمكّنت حافلتان من الفرار، قُتل عدد كبير ممَّن كانوا على متن الحافلة الثالثة»، بحسب ما تفيد مصادر ميدانيّة. والهجوم الثالث من نوعه في منطقة كباجب في ريف دير الزور، كان قد سبقه، في 28 كانون الأول الماضي عام 2020 هجوم آخر نفّذه داعش ضدّ آلية عسكرية لعناصر الحرس الجمهوري في الجيش السوري لدى خروجها من بلدة إنباج غربي الرقة، ما أدّى إلى مقتل اثنين وإصابة آخرين. وفي الـ 19 من الشهر نفسه، فقدت «الفرقة الرابعة» الاتّصال بخمسة من عناصرها في منطقة جبل البشري الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتَي دير الزور والرقة، ويعتقد بأن مقاتلي «داعش» عمدوا إلى تصفيتهم.
3• يؤكد مصدر ميداني في الجيش السوري، في حديث إلى «الأخبار»، أن «خلايا داعش جدّدت نشاطها أخيراً في محورَين رئيسَين: الأول مُثلّث باديتَي حمص ودير الزور والحدود العراقية؛ والثاني البادية الفاصلة بين حماة والرقة ودير الزور. ويلفت إلى أنه «تمّ رصد ومتابعة العديد من مجموعات التنظيم أثناء دخولها البادية وخروجها منها، وتبيّن أن تنظيم داعش ينظّم عدداً من هجماته انطلاقاً من منطقة التنف، والتي تتواجد القاعدة الأميركية فيها». في هذا السياق، يتّهم مصدر رفيع المستوى في الجيش السوري ، في حديث إلى «الأخبار»القوات الأمريكية بـ»تسهيل حركة مجموعات داعش ودعمها، بهدف ضمان عدم استقرار المنطقة أمنياً، بما يخدم حرب الاستنزاف التي يتعرّض لها الجيش السوري وحلفاؤه على طول البادية وعرضها»، وبالتالي الهدف الأميركي هو المتمثّل في محاولة قطع التواصل بين المنطقة الشرقية من جهة، ودمشق وحمص من جهة ثانية. ويفيد المصدر نفسه بأن القوّات الأميركية في شرقي الفرات «تُجنّد بعض معتقلي داعش لدى القوات الكردية (قسد) وتنقلهم إلى البادية السورية والحدود مع العراق، ومن هناك يتّصلون مع باقي أفراد التنظيم المتوارين في البادية، لينخرطوا في الأعمال العسكرية من جديد». وبحسب مصادر محلّية في منطقة شرقي الفرات، «شهدت مناطق الشدادي والحسكة وغيرهما، في الآونة الأخيرة، نشاطاً ملحوظاً للآليات العسكرية الأميركية داخل سجون تحوي معتقلين من مسلّحي داعش». وتشير هذه المصادر إلى أن «التحالف الدولي نقل عدداً من معتقلي التنظيم من السجون الكردية إلى الحدود العراقية من دون معرفة وجهتهم النهائية». ويبدو أن عملية «الصحراء البيضاء»، التي أطلقتها القوات الروسية، بالتعاون مع الجيش السوري، في آب/ أغسطس الماضي 2020 ، بعد مقتل أحد ضباطها بعبوة ناسفة شرقي دير الزور، لم تسفر عن تقدّم واضح في مكافحة خلايا التنظيم في البادية. إذ، بحسب إحصاء نشرته الوكالة الإعلامية التابعة للتنظيم، «نبأ»، بعنوان «حصاد الأجناد»، بلغت حصيلة عمليات «داعش»، في أسبوع واحد فقط من شهر كانون الثاني 2021 هو (12) عملية أدّت إلى مقتل 28 فرداً في «ولاية الشام»؛ و30 عملية أودت بحياة 40 في «ولاية العراق».
4• لقد أشارت <نبوءات >عودة
التنظيم


في نهاية عام 2019، أي بعد حوالى تسعة أشهر من إعلان «التحالف الدولي» القضاء على آخر معاقل «داعش» في الباغوز، حيث أعلن قائد قوة المهام المشتركة لعملية «العزم الصلب»، روبرت وايت، «استئناف واشنطن وقسد عمليّاتهما ضدّ التنظيم بهدف هزيمته». وسبق وايت في الكشف عن استئناف التحالف حربه هذه، إعلان وزير الدفاع الأميركي السابق، مارك إسبر، «بقاء قوّات بلاده في سوريا»، رابطاً انسحابها بـ»هزيمة» التنظيم بالكامل.

داعش في المنطقة الشرقية السورية وهي تَوقُّعات تثير تساؤلات عديده.حراكه، في الأشهر الأخيرة، وبمصلحة «قسد» المحافظة على شراكتها مع الأميركيين في الحرب على التنظيم، كضمانة لبقاء هذه القوّات إلى جانبها، في ظلّ التهديدات التركية والسورية والروسية التي تتعرّض لها. في الوقت ذاته، لا يمكن التغاضي عن حقيقة أن إدارة باراك أوباما، على رغم أنها ساهمت بشكل أو بآخر في تمدّد التنظيم قد، وجّهت له ضربات عديدة، عبر التحالف. كما تجدر الإشارة إلى أن الطائرات الأميركية هي التي قتلت أبرز قادة التنظيم (أبو علاء العفري، وأبو عمر الشيشاني، وأبو مسلم التركماني، وأبو محمد العدناني، وغيرهم)، فيما استهدفت زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، في عهد إدارة ترامب.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2020 حسم قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، كينيث ماكنزي، الجدل حول استمرار الولايات المتحدة في حربها ضد «داعش» في سوريا والعراق، حين أشار إلى أن المعركة «قد تستمرّ لأجيال»، نظراً إلى وجود «أكثر من عشرة آلاف عنصر تابع للتنظيم». <<أن نبوءات» عودة نشاط التنظيم لم تقتصر على واشنطن وحليفتها «قسد»؛ فقبل فترة قليلة، أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، احتمال عودة «داعش» إلى الظهور مجدداً، مشيرةً إلى أنه «لم يتمّ اجتثاث التنظيم في بلاد الشام. لذا نحن لا نزال هناك عبر مهمّات تدريبية، وعبر مقاتلاتنا».
5• أن عودة تنظيم «داعش» إلى العمل العسكري مرتبطة بأسباب عدّة؛ أوّلها داخلية تتعلّق بإعادة التنظيم هيكلة قواته، بعد عمليات الفرار التي قام بها عناصره من سجون «قسد» في ريف الحسكة؟! وبعض هؤلاء من الأجانب المدرّبين، الذين رفضت الدول الأوروبية استقبالهم، ومن بينهم أيضاً قادة ميدانيون لهم باعٌ طويل في القتال في العراق وسوريا. كذلك، يمكن الحديث عن عودة البيئة الحاضنة للتنظيم في بعض قرى شرقي الفرات السوري إلى حماية عناصره، بسبب فشل القوات الكردية في إدارة المنطقة، وتعاطيها «العنصري» مع الأهالي هناك، وفرضها الضرائب على السكّان، فضلاً عن حرمانهم من المشاركة في إدارة منطقتهم، وفرض التجنيد الإلزامي على شبان المنطقة العرب. أما بالنسبة إلى العراق، فيعتقد مراقبون لمسار التنظيم بأن «إهمال الحكومة العراقية للمناطق المدمّرة في البلاد، والتي احتلها داعش في فترات سابقة، دفعت الأهالي هناك للتذمر من الحكومة ولم تكترث لكسبهم والتعاون معهم في إعمار وأستقرار وأمن مناطقهم


6• أن تحركات داعش اليوم لا تحتاج إلى عدد كبير من الأفراد لتنفيذ عملياتة حيث يُلاحظ غياب عمليات الاقتحام الكبيرة أو ما يُعرف بـ»الانغماس»، والتي يستعاض عنها اليوم بعمليات «اضرب واهرب»، ما يعني أن تصاعدعمليات داعش غير مرتبط بهيكليات جديدة أقدم عليها التنظيم، بل هي عودةٌ إلى الأصل، (حرب العصابات ) حيث تعمل كل مجموعة من تلقاء نفسها بما يخدم الأهداف العامّة لتنظيم داعش من دون وجود إدارة مركزية للعمليات كما كان علية الحال في السابق. وبحسب مراقبين، فإن التنظيم «يعمل حالياً وفق هيكلية مرِنة، بهدف تحقيق أكبر قدر من الخسائر في صفوف القوات (العراقية والسورية وقسد )وهذا ما يُصطلح على تسميته النكاية».
وعلى رغم أن عمليات «داعش» لم تهدأ منذ هزيمته في الباغوز، إلّا أنه لا يزال من المبكّر الحديث عن عودة حقيقية لـ»التنظيم». حيث ان عملياتٌ داعش اليوم يمكن وضعها في إطار «الانتقام»، وليس العودة كما كان علية سابقاً في العراق وخصوصاً أن التنظيم لا يخطّط، بحسب مراقبين، لإعادة قيام ((الدولة)) خاصة في في أعقاب التغييرات الدولية والإقليمية التي طرأت، فضلاً عن أنه يُدرك صعوبة الإمساك بالأرض في هذه المرحلة وفي المدى المنظور. كما يعتقد هؤلاء المراقبين بأن التنظيم يفتقر، في الوقت الحالي، إلى «رجالات الدولة(الأسلامية) ممّن يستطيعون إعادة إحيائها، بعد مقتل معظم القادة المؤثّرين والفاعلين». وفي حين يترقب داعش حالياً، إلى قادة يتميّزون بـ»شخصيّات قيادية»، إلّا أن هذا غير متوفّر حتى في الخليفة الجديد، (أبو إبراهيم الهاشمي ) الذي يُعدّ منظّراً عقائدياً للتنظيم، أكثر منه قائداً ميدانياً وفي الوقت الحالي، ليس هناك معلومات وافرة عن قادة «داعش» الحاليين، ولا عن توجّهاتهم، فالمرحلة الحالية هي مرحلة «النكاية»، تمهيداً للوصول إلى مرحلة «التمكين»، أي السيطرة على الأرض وتمدّد النفوذ حسب تصوراتهم وتخيلاتهم والتي تبدو حالياً بعيدة المنال .

المطلب الثاني *


5• في الوقت ذاته لا يمكن
التغاضي عن حقيقة أن إدارة باراك أوباما على رغم أنها ساهمت بشكل او بآخر في تمدد تنظيم داعش وجهت له ضربات عديدة عبر التحالف .
كما تجدر الأشارة إلى أن الطائرات الأميركية هي التي قتلت أبرز قادة التنظيم منهم (ابو علاء العفري وأبو عمر الشيشاني وابو مسلم التركماني وابو محمد العدناني وغيرهم ) كذلك استهدفت الطائرات المقاتلة الامريكيه زعيم تنظيم داعش الأرهابي ( ابو بكر البغدادي في السنه الماضية في عهد إدارة ترامب .
وفي تشرين الأول من العام الماضي 2020 قد حسم قائد القياده المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (كينميث ما كنزي)الجدل حول استمرار الولايات المتحدة في حربها ضد (داعش) في سوريا والعراق حين أشار إلى أن المعركة قد تستمر (لأجيال) نظراً إلى وجود أكثر من عشرة آلاف عنصر تابع الى تنظيم داعش حسب مصادرهم .
أن (نبوءات ) عودة نشاط تنظيم داعش لم تقتصر على واشنطن وحليفتها (قسد) فقبل ايام قليلة أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية (فلورنس بارلي) احتمال عودة ( داعش) إلى الظهور مجدداً مشيرة إلى أنه (لم يتم اجتثاث التنظيم في بلاد الشام لذا نحن لا نزال هناك عبر مهمات تدريبية وعبر مقاتلاتنا).
وينبغي ان نشير الى ان اغلب الباحثين والمراقبين والمتابعين والمهنيين والمسؤولين يعلمون ويدركون علم اليقين بأن تنظيم داعش تحول اليوم الى شركات أستثمار من قبل دول أقليمية ودول أجنبية وجهات وأحزاب مختلفة لغرض تحقيق غايات وأهداف لكل من هؤلاء المستثمرين فلا غرابة ان نرى ونلمس ان هناك من يكيل لداعش بمكيالين أحياناً عدو وأحياناً صديق من قبل تلك الجهات وهذا هو لعب المصالح ( البراكماتي) على حساب دماء ودمار البلاد والعباد !؟ والعيب بذلك يتحمله ويقع على أنظمة وحكام ومسؤولي الدول التي تجري وتتم على اراضي بلدانهم وشعوبهم هكذا عمليات دمار بسبب سوء الأدارة ومسك زمام الأمور كرجال دوله وثم العناية والرعاية والأهتمام بشعوبهم وترصين وتماسك الجبهة الوطنية الداخلية للرقي بالبلد الى الأستقرار والأزدهار والعدالة والمدنية .

المطلب الثالث


6• أن عودة تنظيم داعش إلى
العمل العسكري مرتبطة بأسباب عدة أولها داخلية : تتعلق بإعادة التنظيم هيكلة قواته خاصة بعد عمليات الفرار التي قام بها عناصره من سجون (قسد) في ريف الحسكة وبعض هؤلاء من الأجانب المدربين الذين رفضت الدول الأوربية استقبالهم ومن بينهم أيضاً قادة ميدانيون لهم باع طويل في القتال في العراق وسوريا .
لذلك يمكن الحديث عن عودة البيئة المناسبة والحاضنة لتنظيم داعش في بعض القرى خاصة شرقي الفرات في الجانب السوري وتمكن داعش من الحصول إلى حماية مناسبة لعناصره هناك وهذا حصل بسبب فشل القوات الكردية (قسد) من إدارة المنطقة وثم تعاطيها العنصري مع الأهالي هناك وفرضها الضرائب على السكان بالأظافة عن حرمان تلك المناطق من إدارة مناطقهم ووصل الأمر الى فرض التجنيد الإلزامي على شبان المناطق العربية هناك كل هذه الملاحظات أدت الى وجود عوامل مساعده لبيئة ملائمة لوجود داعش في هذه المناطق .
لذلك كل الخبراء والمهتمين بهذا الأمر يطالبون ويؤكدون على الأهتمام بالمواطنين ورعايتهم وتأمين الخدمات والعيش الكريم والعدالة والكرامة وتنمية الحس الوطني لديهم وولائهم لبلدهم ليكونوا مواطنين مخلصين لبلدهم وعدم أثارة حفيظتهم بأي شكل من الأشكال .

المطلب الرابع


7•على الرغم من أن عمليات
داعش لم تهدأ منذ هزيمته في ( الباغوز) إلا أنه لا يزال من المبكر الحديث عن عودة حقيقية له حيث ان عمليات تنظيم داعش الحاليه يمكن وصفها في إطار (( الأنتقام)) وليس العوده الى سابق قوته عام 2014 وما بعده بسبب الخسائر البشرية والمادية والمعنوية حيث فقد داعش (القدرة والقوة ) وهذا ما أكده المراقبين المختصين بأن تنظيم داعش لا يخطط اليوم لأعادة قيام الدولة ( الأسلامية) خاصة في أعقاب التغييرات الدولية والإقليمية التي طرأت . فضلاً عن أن (داعش) يدرك صعوبة الإمساك بالأرض في هذه المرحلة وفي المدى المنظور كما يعتقد هؤلاء المراقبين بأن تنظيم داعش يفتقر في الوقت الحالي إلى رجالات الدولة ( دولة التنظيم) السابقين ممن يستطيعون إعادة إحيائها بعد مقتل معظم القادة المؤثرين والفاعلين وفي حين يحتاج تنظيم داعش حالياً إلى قادة يتميزون ب ( شخصيات قيادية ) إلا أن هذا غير متوفر حتى في الخليفة الجديد ( أبو أبراهيم الهاشمي) الذي يعتبر منظراً عقائدياً للتنظيم أكثر من كونه قائداً ميدانياً وفي الوقت الحالي ليس هناك معلومات وافرة عن قادة داعش الحاليين ولا عن توجهاتهم فالمرحلة الحاليه هي مرحلة (النكاية) لدى تنظيم داعش تمهيداً للوصول إلى مرحلة (( التمكين)) أي السيطرة على الأرض وتمدد نفوذه والتي تبدو حالياً بعيدة المنال .

8• المهم اليوم ان الدول والحكومات المتضررة من عمليات وفعاليات تنظيم داعش الأرهابي ليس لديهم لحد اليوم مشروع حقيقي متكامل للقضاء على فكر تنظيم داعش وأجتثاث جذوره وأسبابه ومسبباته عدى الفعاليات العسكريه وهذه ثبت عدم كفايتها حيث ان الأعمال العسكريه قد أضعفت تنظيم داعش كثيراً ولكن لم يتم القضاء عليه نهائياً بالرغم من الأمكانيات العسكريه الكبيرة وعليه اليوم ينبغي الأهتمام بأعداد مشروع متكامل يعالج جميع الأسباب والمسببات التي أدت الى ظهور تنظيم داعش وأخواتها خاصة في العراق مع وجوب توفر الأرادة السياسية والمؤسساتية والمجتمعية لهذا المشروع المهم وينبغي ان يعكف على هذا المشروع خيرة رجال الدولة والكفاءات والنخب في العراق من الاختصاصات المختلفة على ان يشمل هذا المشروع الجميع ولا يستثنىي فئةً او شريحةً او جهةً او أحداً ويبحث هذا المشروع ويعالج الجوانب الفكرية والثقافية والدينية والاجتماعية والتوعية والتثقيف والأعداد الفكري والنفسي وتحديد المسؤوليات لضبط مسارات المجتمع من خلال القيادات المجتمعية المختلفة وتنشيط وتفعيل مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والأهتمام الكبير بمعالجة البطالة والجوانب المعيشية من الأسكان وغيرها والأقتصادية والسياسية وقوانين العدالة وحقوق الأنسان والمساوات بالحقوق والواجبات ومعالجة الظلم والتهميش والأقصاء والأجتثاث والتوازن في التعيينات في كل مؤسسات الدولة ورفع المستوى المعاشي وتأمين الخدمات والقضاء على الفساد الأداري والمالي والرشوة والتزوير وإصدار قوانين العفو عن المظلومين ممن لم تلطخ أيديهم بدماء العراقيين وهم بالأالاف ضحايا الأتهامات الكيدية والمخبر السري ومعالجة المغيبين والمخطوفين والشهداء والجرحى . وإعمار المحافظات والمناطق المدمره بسبب داعش والعمليات العسكرية ومعالجة الفساد الأداري والمالي وعدم عسكرة المدن والمناطق السكنية وألغاء المظاهر العسكرية فيها وجعل القطعات والقوات تتمركز على حافاتها وأطرافها والأستعاضه عنها بمصادر المعلومات والأستخبارات المهنيه وليس الكيديه والأبتزاز وإلغاء وتقليص وهيكلة تعدد وتداخل القوات ومراكز القياده والمليشيات والسلاح المنفلت وأختصار القوات فقط على الجيش ومديريات وزارة الداخلية الأساسية وهيكلة جميع التشكيلات والمديريات التي أثقلت ميزانية الدولة وأوجدت قوات وقيادات مختلفه ومتداخلة في مسؤولياتها وبذلك حصلت الأتكاليه وعدم الأهتمام والشعور با لمسؤولية والامبالاة ثم الأنطلاق الى مشروع مصالحة وطنيه شاملة حقيقية متكاملة يعالج جميع المشاكل بين المجتمع التي أفرزتها ضروف ومشاكل ما بعد الاحتلال ومنها قرارات بريمر اليهودي الأمريكي سيء الصيت منها المسائلة والاعدالة والأجتاث وقطع الرواتب وحرمان حق التوظيف والسجن لأسباب وظيفية سابقة وحجز الأموال ومنع السفر وأوامر القبض الكيدية التي تجاوزت الحدود وشكلت سابقة خطيرة جداً بالعراق بالأضافة الى المعلومات والأتهامات الكيدية التي ما انزل الله بها من سلطان التي تغص فيها أجهزة الكومبيوترات والحاسوب في جميع اجهزة الدوله الحكومية والعسكرية والأمنية وأصبحت هذه الأمور تشكل مجال واسع للأبتزاز والمساومة والتخويف والترويع وأرهاب المواطنين ثم تجريم النعرات الطائفية والشحن الطائفي المقيت و ثم ايجاد فرص عمل واسعة في مجال القطاع الخاص المعطل خاصة في المجال الزراعي والصناعي والتجاري وجميع الأنشطة المختلفة الأخرى .


وإعادة النظر بالعملية السياسية والدستور والقضاء المسيس وفصل السلطات وتحقيق السيادة والأستقلال للدولة العراقية وانهاء التدخلات والتجاوزات الأقليمية والدولية في شؤون العراق الداخلية التي أضعفت هيبة العراق ومعنويات مواطنية وتراجع حال العراق بشكل غير مسبوق في هذه المرحلة وعلية نحتاج لمعالجة كل ما ورد اعلاة الى رجل دوله بمواصفات الزعيم التاريخي الخالد ( ما ندلا) يتزعم حكومة العراق قوي أمين حفيظ عليم مخلص ومحب لبلده لديه الأستقلاليه في اتخاذ القرار لا يأخذه في الحق لومة لائم ويكون العراق وطن للجميع وحماية أمنة وسيادتة مسؤولية الجميع :عسى ان يكون ذلك :ومن الله التوفيق والنجاح

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى