مفاهيم في الجيوستراتيجي

اللواء الركن فيصل الدليمي

{مفهوم الإدارة التكاملية للمصالح
والمبادرات الجيوستراتيجية}

[رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة]

  1. أن مفهوم نقطة التكافؤ ( التوازن) الاستراتيجي هو وصول الدولة إلى نقطة تكافؤ استراتيجي مع الدول الأخرى في الإقليم الواحد وإن عدم الوصول لنقطة التكافؤ الاستراتيجي يعني انجرار الإقليم وراء مصالح الدولة الأقوى.
    ومثال ذلك في أقليم الشرق الأوسط حيث إيران تهيمن على الإقليم فيصبح المطلوب من دولة مثل تركيا أو مصر أو السعودية أن تعمل للوصول لنقطة التكافؤ الاستراتيجي مع إيران حتى يتوازن إقليم الشرق الأوسط بدلا من ترك الفراغ الجيوستراتيجي لإيران لتعمل فيه لوحدها .
    2.إن العمل للوصول إلى نقطة التكافؤ الجيوستراتيجي ينبغي أن تنفذ بشكل موازٍ لتأسيس مفهوم الإدارة التكاملية للمصالح الجيوستراتيجية فيما بين دول المنطقة الواحدة (الإقليم) ويبنى هذا المفهوم على المباديء التالية:-
    أ. إدراك وتقييم المصالح والتطلعات الجيوستراتيجية لدول المنطقة الواحدة (الإقليم ).
    ب. احترام المصالح والتطلعات الجيوستراتيجية العادلة لكل دولة في الاقليم مع توضيح حدود كل منها والتداخل بينها .
    ج. حماية وتعزيز روح التعاون عبر
    استغلال عوامل عدة منها على سبيل المثال الدين والحضارة والتراث واللغة والتاريخ والعلاقات الجغرافية والتكنولوجيا والمصالح الاقتصادية والتعايش من أجل تحقيق الازدهار والاستقرار الاستراتيجي والحفاظ على هوية كل الدول في المنطقة .
    د. تجنب المغامرات الكارثية خاصة التورط في الحروب الداخلية فقد أثبت التاريخ أنه ما من رابح في الصراعات الطائفية وأنه ليس بأستطاعة أياً كان أن يلغي أو يجتث أي طائفة أو هوية .
    ه. تنمية سياسات مشتركة وتعاون إقليمي واعي مع القوى العظمى مبني على احترام المصالح المحلية والإقليمية بدون فرض اي هيمنة .
    و. أن تكون دول المنطقة ( الإقليم ) على أهبة الاستعداد من أجل التكيف السريع أمام أية تطورات خلال هذه العملية وذلك لمواجهة حالة التعقيد والاضطراب المرافقة لها بطريقة مرنة بدلا من التصلب والتشدد .
  2. إن أهمية الإدارة التكاملية للمصالح تكمن في تجنب المواجهة الجيوستراتيجية بين الدول في المنطقة الواحدة وتجنب الاقصاء الجيوستراتيجي واليأس والتهميش وتجنب استغلال الفرص الاستراتيجية من طرف واحد على حساب الآخرين مع الاحتفاظ بالحق في طموحات جيواستراتيجية عادلة .
    فالمصالح المشتركة والمتشابكة تتطلب إدارة تكاملية للمصالح وصراع المصالح يتطلب مقاربات استراتيجية راشدة وعقلانية لحل هذا الصراع وفي نفس الوقت فإن التضحية ببعض المصالح من قبل كل الأطراف يعتبر أمرا مهما وملحا لإنجاح هذا المسعى الجيوستراتيجي إضافة إلى أن الوصول إلى نقطة التكافؤ الجيوستراتيجي وتطبيق مفهوم الإدارة التكاملية للمصالح سيهيىء المنطقة لإطلاق مبادرات جيواستراتيجية من دول المنطقة ذاتها مما سيفتح لها المجال للمساهمة الفعلية في صياغة استراتيجية المنطقة وفقاً لمصالحها وسيساعدها في مقاومة الضغوط الخارجية ومقاومة أية اتجاهات جيواستراتيجية مفروضة.
    كما سيقلل من فرص التدخل الخارجي للقوى الخارجية
  3. هناك بعض النقاط المطلوب اخذها بعين الاعتبار عند وضع خطة العمل للوصول إلى نقطة التكافؤ ( التوازن) الجيوستراتيجي لتأسيس مفهوم الإدارة التكاملية للمصالح الجيوستراتيجية فيما بين دول المنطقة الواحدة ( الإقليم)وفيما يلي بعض هذه النقاط :-
    أ التعرف على الميزات التنافسية لكل مجموعة للاستفادة منها في تطوير المقاربات الاستراتيجية .
    ب. الحفاظ على الاستدامة الاستراتيجية وعدم التخلي أو تجاهل العناصر الاستراتيجية الحرجة بسبب الضغوط أو فترات الاضطراب.
    ج. تقليل كلفة الحفاظ على الاستدامة الاستراتيجية من خلال مشاركة الخطر مع دول اخرى في المنطقة على قاعدة الربح المتبادل لكل الأطراف.
    د. تطوير أهداف ورؤى جيواستراتيجية في كل بلد وانشاء وترويج رؤية اقليمية تسعى لتحقيق الازدهار في المنطقة.
    ه. التعاون في المسح والفحص المستمر لأوضاع المنطقة وتبادل المعلومات بغية تطوير سيناريوهات واقعية.
    و. منتجات مشتركة كتطوير مصالح متبادلة فيما بين الدول مثل التداولات والصناعات التحويلية والمشاريع التنموية المشاركة.
    ز. تبني أسلوب الحوار فيما بين الدول وحل المشاكل داخليا للحفاظ على مستوى جيوستراتيجي متوازن في المنطقة ولتخفيض مستوى التدخل الخارجي .

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى