١• منذ نهاية الاستعمار الذي دام لعدة قرون وترك آثار بالغة السوء على الأحوال السكانية والأقتصادية في المستعمرات السابقة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ولاتزال الدول التي كانت لها مستعمرات سابقة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية لا تزال هذه الدول تعمل على الصعيدين السياسي والاقتصادي على الاحتفاظ بأكبر قدر من النفوذ على مستعمراتها السابقه .
لذلك نجد أن قضية الاستقلال وهي القضية التي حاربت من أجل الحصول عليها دول وشعوب كثيرة وبذلت من أجل ذلك الغالي والنفيس .وضحت بدماء أبنائها من أجل الاستقلال هذه الدول التي تعاني حاليا من استمرار تدخل الدول التي كانت تستعمرها في الماضي وتزج أنفها في شؤونها الداخلية والاقتصادية والسياسية بل وتضغط عليها أحيانا بسبب اتفاقات ومعاهدات عقدت في ظل الاستقلال بطريقة تربط هذه الدول (حديثة الاستقلال )بسادتها القدامى اقتصادياً أو سياسياً بطريقة أو بأخرى او تجعلها تحت سيطرتها .
وبناءا على ذلك فأن من أهم مواصفات البناء السياسي للدولة هو الاستقلال الفعلي أي استقلالية القرار وهذا مرهون بالسيادة التامة لأن الاستقلال قرين للسيادة أو العكس وأن استمرار تدخل الدول التي كانت لها مستعمرات في شؤون الدول المستقلة حديثا أظافة نتائج وخيمة على تلك الدول فأن ذلك يحول دون اكتمال العقد الحقيقي للاستقلال السياسي التي حصلت عليه الدولة .
ويجعلها تشعر دائما بأنها لاتزال تابعة بدرجة أو بأخرى للدول المستعمرة سابقاً .
٢ • أن الدول التي نجحت في الانفكاك الفعلي من هيمنة وسيطرة القوى الاستعمارية القديمة ونجحت في الاعتماد على نفسها في البناء والتنمية وحققت إنجازات اقتصادية كبيرة مكنتها من أن تكون مستقلة فعليا .
هذه الدول هي الجديرة بكلمة (دول مستقلة) فعلاً ولأن صناعة القرار بها مسألة داخليه ومحليه بحتة وأنها لا تتأثر بالقوى الخارجية إلا في حدود القواعد العامة للعلاقات الدولية .
وفي حدود ما تراه مناسباً لمصالحها الذاتية وهي من هذا المنطلق يمكنها أن تختار الدول التي تتعاون معها وهذه هي الترجمة الحقيقية للاستقلال ولذلك تكون *السيادة ولاستقلال والاستقرار * من المواصفات الهامة للدولة نسأل الله أن يجعل بلدنا العراق العزيز سيداً ومستقلاً ومستقراً ويحفظه بالأمن والأمان ويرزقه وأهله من الثمرات .
642