1• أتفق العديد من الباحثين والمختصين خلال المرحلة الحالية على تقسيم أجيال الحروب إلى أربعة أجيال وهناك رأي يطرح اليوم بإضافة جيل اخر هو ((حرب الجيل الخامس الذي يعتمد
على وسائل الحرب الألكترونيه والحرب السيبرانية والتكنولوجيا الحديثه )) .
أن تطور أجيال الحروب يعتمد على تطور العلوم والتكنولوجيا والنظريات العسكرية وقبل الدخول في تفاصيل حرب الجيل الرابع ينبغي ان نعرف حرب الأجيال الثلاثة التي اعتمدت وأتفق عليهاوكما يلي :
أ• حرب الجيل الأول : هي الحرب التقليدية بين دولتين لجيشين نظاميين او بين جيوش نظامية على أرض محددة بين جيشين يمثلون دول في حرب بمواجهه مباشرة .
ب• حرب الجيل الثاني: يعرفها البعض بحرب العصابات وهناك من يعرفها بالحرب الشبيهة بالجيل الأول من الحروب التقليدية ولكن يتم استخدام النيران والدبابات والطائرات بين العصابات والأطراف المتنازعة.
ج• *حرب الجيل الثالث *: هي الحرب الوقائية أو الأستباقية وسميت بحرب المناورات وتتميز بالمرونة والسرعة في الحركة ويستخدم فيها عنصر المفاجأة أو هي الحرب وراء خطوط العدو .
2• *حرب الجيل الرابع *: من الواضح للباحثين والمختصين أن مصطلح حرب الجيل الرابع هو في الحقيقة مصطلح (أميركي إسرائيلي ) وهي حرب نفسية متطورة للغاية من خلال استخدام وسائل الحرب الباردة او وسائل القوة الناعمة او وسائل الإعلام والحرب النفسية والتلاعب النفسي مع الطرف المقابل وهذا الشكل من الحروب هو المعمول به الان من الحروب غير التقليدية ، وهي التي يتم تنفيذها دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر ودون الاضطرار إلى التظحية بقطرة دم واحدة من دماء جنود الدولة المعتدية او الطامعة لأن الهدف هو ليس تحطيم جيش الدولة المستهدفة أو القضاء على قدرتها في شن مواجهة عسكرية بل الهدف هو الإنهاك والتآكل ببطء ولكن بثبات من أجل أن ترغم عدوك على تنفيذ إرادتك ويتم ذلك من خلال زعزعت الاستقرار في الدولة المستهدفة وبث الفوضى فيها إلى أقصى درجة ممكنة إلى أن يتم الأنهيار التام ولا يستيقظ العدو إلى ميتاً وبالتالي فأميركا مثلاً مستقبلاً لم تعد بحاجة إلى إرسال قوات نظامية عبر الحدود إذ حلت بذلك القدرات العقلية الذكية محل استخدام القوات العسكرية والأقتصاد بالجهد حيث تساعد الدولة الطامعة اليوم عوامل التطور في منظومات الاتصال والمواصلات ووسائل الإعلام المختلفة الحديثة التي يعتمد عليها في ادارة ماكنة الحرب النفسيه والإعلامية وهذا هو السلاح الرئيسي الذي يحتاجه هذا النوع من الحرب أي الجيل الرابع من الحرب غير المتكافئة فبدل قوة النيران التي يتم تجاوزها لتحل محلها قوة إشاعة الفوضى وتفجير الدول من الداخل ويتم ذلك من خلال عملائها دون تدخل عسكري مباشر او قد يتم التدخل العسكري لاحقاً بعد انهيار وأنهاك وتفكك قوات وقدرات تلك الدولة .
ونتسائل من الذي أسقط نظام الشاه في ايران ومن الذي أسقط حائط برلين ومن الذي فكك الاتحاد السوفيتي ومن الذي أسقط نظام الحكم في العراق ومن أسقط وغير نظام الحكم في تونس وليبيا ومصر
والسودان وما يجري اليوم في سوريا ولبنان واليمن وايران من عدم أستقرار ما هو الى شكل من أشكال حروب الجيل الرابع التي غايتها وهدفها تآكل الدولة من الداخل وصنع دولة فاشلة من خلال عملية تنفذ بطريقة جيدة وببطء وبهدوء من خلال استخدام مواطني نفس الدولة والبلد وبأستخدام الطابور الخامس ثم فرض واقع جديد يراعي مصالح الدولة او الدول الطامعة وهذا ما حصل ويحصل اليوم في اغلب دول الشرق الأوسط .
في الأجزاء القادمة ان شاء الله سندخل في تفاصيل حروب الجيل الرابع .