مقاربة بين عهدين ؟

لرصد أوضاع العراق واتجاهاتها ومقاربتها مع الواقع الجديد الذي تشكل بعد الاحتلال عام 2003 وحتى الان مع أوضاعه قبل الاحتلال في محاولة لرصد ماتحقق خلال المرحلتين لتنوير الراي العام بحقيقة ماجرى وتحقق في العراق خلال العقود الماضية
وحتى نقرب الصورة لتبدو اكثر وضوحا للمقاربة بين مرحلتين او عهدين أي قبل وبعد الاحتلال لنرى المأساة التي حلت بالعراق وأمواله، واستقراره ووحدته وامنه وقراره المستقل وفشل الطبقة السياسية في توظيف الأموال الهائلة لسعادة العراقيين
ويمكن تسليط الضوء على المتحقق في شتى الميادين في العهدين
في مرحلة ما قبل الاحتلال شهد العراق نهضة تنموية طالت أوجه الحياة بكل تفاصيلها ونقلت العراق من خانة التخلف إلى التطور والتحديث في صدارتها قيام العراق بتاميم نفطه من الشركات الاحتكارية وتكريس عوائده النفطية لسعادة العراقيين
· وتصدّر العراق قائمة دول العالم بخلوه من الأمية وطبّق نظام التعليم الالزامي ومجانية التعليم لجميع العراقيين ووضع حدا· للبطالة وطبق نظام البطاقة الصحية شمل جميع العراقيين، وارتقى الى اعلى درجات التامين الصحي بشهادة الامم المتحدة
كما تم إرسال اكثر من 30 الف طالب عراقي للدراسات العليا في ارقى جامعات العالم تزامنت مع تحديث وتأهيل المؤسسة ·
العسكرية لتكون الحارس لأمن وحدود العراق في مواجهة التحديات
ولم يكن العراق يعاني التضخم، واحتفظ باحتياطي من الذهب والعملة الصعبة أودع جزءا منها في مصارف عربية وعالمية
· فضلا عن دعوة الكفاءات والنخب العراقية في الخارج الى العودة للعراق للمساهمة في عملية البناء فضلا عن خلو العراق من ظاهرة الفساد وتبديد المال العام مع تغليظ عقوبة المتهمين بالفساد.
ماذكرناه ملخص بالمتحقق في المرحلة الأولى بالمقارنة مع المرحلة الثانية التي تلت احتلال العراق وهي
· أدخلت المحاصصة الطائفية والعرقية في النظام السياسي الجديد الذي قسم العراقيين على أساس العرق والطائفة
· استشراء الفساد في مفاصل الدولة الى حد تصدرالعراق قائمة الدول الأكثر فسادا بالعالم
· هدر اكثر من 30 مليار دولار على المنظومة الكهربائية من دون أن يرى العراقيون النور لعدة ساعات باليوم
· انتشار البطالة وتراجعت فرص العمل بسبب توقف العمل بالمشاريع الصناعية والزراعية والخدمية ·
تراجع العناية بصحة المواطن بتدني وانهيار الواقع الصحي
· هجرة ملايين العراقيين خارج العراق بفعل فشل الدولة في تقديم الأمن والاستقرار لهم . إضافة الى مقتل وإصابة اكثر من مليون عراقي فضلا عن ملايين الارامل واليتامى والمحتاجين
· تغول المليشيات المسلحة في المجتمع وانتشار عمليات الخطف والقتل والابتزاز
· توقف عمل المشاريع وتحول العاملين من مؤسسات الدولة الى مجرد أرقام من دون عمل
· استخدام سلاح الإقصاء والعزل السياسي والتهميش الذي حرم قطاعات كبيرة من العراقيين من حقوقهم المشروعة
· تحول العراق بعد احتلاله الى حديقة خلفية لايران وساحة لاذرعها المسلحة بعد ان. تحولت بغداد الى أسوأ مدينة بالعالم، بعدما كانت حاضرة العالم مع هدر وضياع نحو 900 مليار دولار ذهبت معظمها الى جيوب اللصوص
هذه المقاربة تظهر المأساة التي حلت بالعراقيين بعد احتلال بلدهم وتحوله الى بلد فاشل لايقوى على النهوض من فرط الاحمال التي تراكمت وابقت العراق في المربع الذي يتخبط به منذ احتلاله وحتى الان

مقالات ذات صلة

احمد صبري

a_ahmed213@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى