مقاربة بين معارضتين؟

عندما نرصد دور وحال المعارضة العراقية قبل احتلال بلدهم عام 2003 وحال المعارضة التركية حول التدخل الأجنبي في بلديهما نستطيع القول ان حملة التحريض التي قادتها ماتسمى المعارضة العراقية لدفع إدارة بوش الابن لاحتلال بلدهم كانت خيانة وعمل جبان فيما برهنت المعارضة التركية على انها رفضت المساس بدولتها ونظامها السياسي تحت أي ذريعة كانت رغم اختلافها مع قادة تركيا
ومرد هذه المقاربة ماصرح به المرشح الديمقراطي جو بايدن
في حالة فوزه بالانتخابات فانه سيقصي الرئيس التركي رجب طيب اوردغان من السلطة بمساعدة المعارضة التركية بعد ان وصفه بالدكتاتوري المستبد من دون ان يدرك ان مستقبل الأوطان خط احمر عند المعارضة الشريفة لايجوز الاقتراب منه لانه وديعة عند النظام السياسي ومعارضيه
ونسى بايدن ان موقفه هذا قد وحد الأحزاب والقوى التركية على موقف رافض لتصريحاته والمساس برموزه الوطنية.

فالاجماع على رفض التدخل والتحريض على احتلال البلدان كما في حال المعارضة العراقية يعكس هشاشة وخيانة رموز هذه المعارضة التي تسببت في تدمير العراق واحتلاله وهدر أمواله وقتل ابناءه.
وجاء الرد على تصريحات بايدن من ‏محرم إنجه النائب عن حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة بالقول: تغيير الحكومة في تركيا ليس من عملكم وهو أمر يتعلق بالأمة التركية..!

‏وكتب أحمد داود أوغلو رئيس حزب المستقبل التركي المعارض: في هذا البلد الأمة التركية فقط هي من تقرر من يأتي إلى الحكم ومن يذهب من الحكم، نحن لا نعترف بأي قوة خارج إرادة أمتنا..!

‏زعيم حزب السعادة التركي تمل قره مولا أوغلو: تركيا تدار من داخل تركيا،و لن نسمح لكم برسم سياسة بلادنا، مهما كانت مشاكلنا كبيرة نحلها فيما بيننا، نمتلك الخبرة والأهلية والتجربة لذلك، انتبهوا أنتم لمشاكلكم الخاصة..!

هذه المواقف هي في الحقيقة ما لا نفهمه ولا نعيشه ولم يتربوا عليه كل سياسيين بلداننا العربية وخاصة العراقيين..

الذين مع أول إختلاف تجدهم يهرولون إلى الدول المعادية لبلدانهم من أجل إحتلالها والإطاحة بمن يختلف معهم..!!

للأسف ثقافتنا السياسية تنتج سياسي بدرجة( مُخبر)، وحين يترقى يصبح سياسي بدرجة (لص)، وحين يصبح زعيم يكون قد أصبح في أعلى رتبة سياسي بدرجة (خائن) وهكذا دواليك ..!!
ونخلص الى القول ان الأوطان ليست ملكية لهذا الحاكم وذاك يفرط بها حين يشاء كما فعلت المعارضة العراقية عندما حرضت وساهمت في احتلال وغزو العراق
ونختم ان الأوطان هوية بحجم أمة يتسابق المخلصون حكاما كانوا أم معارضيين لدرء الاخطار والشرعنها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى