مكتبة الموصل تفقد ذاكرتها باحتراق مليون كتاب ومخطوطة

احتلت جامعة الموصل مكانة مرموقة بين الجامعات العراقية والعربية وحتى الدولية، وصنفت بأنها مؤسسة علمية تربوية قائمة على أرض الواقع، وأن الظهور الفعلي لجامعة هو الأول من أبريل ـ نيسان من العام 1967م، وهو اليوم الذي صدر فيه القرار (14) الخاص بتأسيس جامعة عراقية باسم جامعة الموصل.
وعلى مدى العقود الماضية توسعت الجامعة في عملها، فأصبحت تضم أكثر من عشرين كلية و(9) مراكز بحثية و(8) مكاتب استشارية وخمس عيادات ومستشفيات وستة متاحف. وتسعى جامعة الموصل إلى تحقيق أهداف التعليم العالي في العراق وهي إعداد الكوادر الوطنية المؤهلة علميا في مائة اختصاص علمي، ودعم حركة البحث العلمي وخدمة المجتمع، وتخرج من كلياتها آلاف الطلبة من العراق والدول العربية.
هذه الجامعة العريقة التي كانت منارة للعلم تعرضت للتدمير الممنهج من قبل تنظيم “داعش” الذي سيطر على الموصل، وحول الجامعة إلى خراب بعد أن هجرها طلابها. وقدر رئيس جامعة الموصل قصي كمال الدين الأحمدي نسب الدمار التي لحقت بالجامعة إبان العمليات العسكرية التي شهدتها المحافظة قبل ثلاث سنوات 80 بالمئة،كاشفا عن إحراق مليون كتاب ومخطوطة في مكتبة الجامعة، موضحا أن “نسبة الدمار في المدينة القديمة جراء العمليات العسكرية بلغت 83 في المئة، لتأتي جامعة الموصل في المرتبة الثانية بنسبة 80 في المئة”.
وطبقا لمصادر متطابقة، فإن “144 بناية في الجامعة دمرت بشكل كلي أو جزئي، وسرقت 217 سيارة، وتم تفكيك وسرقة 80 في المئة من المختبرات و60 في المئة من منظومة الكهرباء”.وأخطر ماتعرضت له جامعة الموصل هو سرقة وحرق محتويات المكتبة المركزية للجامعة، التي كانت معينا للطلبة الدارسين، الأمر الذي يتطلب حملة وطنية وعالمية لإعادة إعمار جامعة الموصل وتأهيلها مجددا.
وعلى الرغم من أن العمل جارٍ لإعادة الجامعة إلى سابق عهدهاوعودتها إلى التصنيفات الدولية، خصوصا مكتبتها من خلال تزويد المكتبة ببديل عن الكتب المحترقة لتكون في تناول الطلبة،إلا أن الأمر يتطلب الانفتاح على المكتبات والتصنيفات الدولية بحملة مدعومة من اليونسكو لعودة ذاكرة مكتبة الموصل من جديد.
وكان شعار (الجامعة في خدمة المجتمع) وهو المبدأ الذي حرصت عليه الجامعة عبر الحلقات والجسور المتاحة والمبتكرة؛إذ تقوم الجامعة بتقديم الخدمات العلاجية والاستشارية في المجالات المختلفة من خلال تجارب الممارسة الميدانية التي تنتقل فيها فرق الجامعة العلمية إلى قرى منتخبة، فضلا عن تجربة المسح الميداني الشامل لطلبة مدارس لاستنهاض الطاقات الإبداعية للطلبة عبر إجراء مسابقة سنوية في فنون القصة والشعر والخطابة والمسرح والموسيقى والخط والنحت والسيراميك والتلاوة وحفظ القرآن.
وهكذا صرح علمي عريق ينبغي الحفاظ عليه، وتوفير متطلبات دوره في خدمة المجتمع العراقي؛ لأنه المعين الذي يرفد الساعين لتكريس العلم في خدمة الإنسان وحاجاته الأساسية في شتى ميادين العلم والمعرفة.

احمد صبري

a_ahmed213@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى