ملامح التدخل العسكري الصيني في الشرق الأوسط

1• وسط توجه الولايات المتحدة الأمريكية لتقليل وجودها العسكري في إقليم الشرق الأوسط بعد أن أثقل كاهلها أقتصادياً ولغرض اعادة التوازنات والمهام العسكرية في العالم لمواجهة التهديدات المحتملة وتطبيع العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية وقيام الولايات المتحدة بتخويل إسرائيل بقيادة القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى في الشرق الأوسط وثم مساعي روسيا للتمدد في الشرق الأوسط تعمل الصين اليوم على زيادة دورها العسكري في الشرق الأوسط وبعد ان ظلت بكين تركز على مدار عقود على البعدين السياسي والاقتصادي في علاقتها مع الشرق الأوسط فإنها بدأت في السنوات الأخيرة التركيز على البعد العسكري في الإقليم .
2• هناك عدد من المؤشرات والدلائل على عسكرة الدور الصيني في الشرق الأوسط تشمل مايلي:-
أ• التوسع في القاعدة العسكرية في جيبوتي : افتتحت الصين في عام 2017 أول قاعدة عسكرية خارجية لها في جيبوتي وهو ما يأتي في إطار رؤية استراتيجية للصين .تنطلق من ضرورة ان يكون لها موطيء قدم في منطقة القرن الإفريقي والإقاليم القريبة من المحيط الهندي في مناطق الأهتمام والتأثير وفي عام 2018 أعلنت وزارة الدفاع الصينية أنها تقوم ببناء مرافق إضافية للرصيف في قاعدتها العسكرية في جيبوتي وقالة وزارة الدفاع الصينية إن التسهيلات الجديدة ستمكن بكين من الوفاء بشكل أفضل بالمسؤوليات الدولية للصين بما في ذلك أعمال مكافحة القرصنة والحفاظ على السلام والأستقرار في أفريقيا والعالم .
ب• نشاط الأسطول البحري الصيني : بدأت البحرية الصينية القيام بمهام الحراسة في خليج عدن وخليج عمان وبحر العرب والمياه قبالة الصومال امتداداً الى المحيط الهندي كما نفذت البحرية العديد من المهام الأخرى بينها إجلاء المواطنين الصينيين من مناطق الحرب في ليبيا عام 2011 واليمن في عام 2015 ولنهاية السنين الأخيرة ارسلت البحرية الصينية ما يزيد (30000) ثلاثون ألف من الضباط والجنود في منطقة خليج عدن وخليج عمان وبحر العرب والى سواحل جيبوتي وحتى سواحل الصومال وأمتداداً الى المحيط الهندي حيث رافقت البحرية الصينية خلال الفترة الماضية ما يزيد على أكثر من 6500 سفينة ونجحت في إنقاذ أو مساعدة اكثر من 60 سفينة صينية واجنبية ضمن مهام محاربة القرصنة .
ج• منذ عام 2018 بدأ الأسطول الحادي والثلاثون من الجيش الصيني التحرك من مدينة تشانجيانك الساحلية في مقاطعة قوانغدونج بجنوب الصين إلى خليج عدن وخليج عمان وبحر العرب وأماداداً الى السواحل المقابلة لسواحل الصومال والي المحيط الهندي لمرافقة السفن المدنية وقد بدأ الأسطول الذي يتكون من سفينة هبوط وفرقة صاروخية وسفينة إمداد مهمته بمشاركة 700 عسكري مع جنود قوات خاصة وطائرات سمتية.
د• مبيعات الأسلحة العسكرية الصينية : شهدت مبيعات الأسلحة الصينية إلى منطقة الشرق الأوسط تزايداً واضحاً خلال السنوات الأخيرة فقد أظهرت قاعدة بيانات صادرات الأسلحة عن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي أن حجم مبيعات الأسلحة الصينية لدول منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية قد بلغت مليارات الدولارات وشهدت هذه المبيعات طفرة واضحة خلال الأعوام الأخيرة .
مع العرض تتميز الصين اليوم بحالة متميزة خاصة في مجال تصدير الطائرات من دون طيار (Drones) الى دول المنطقة ففي ظل القيود الأمريكية الخاصة بتصدير التكنولوجيا العسكرية المرتبطة ببعض أنواع من الطائرات من دون طيار اتجهت دول الشرق الأوسط إلى الصين لأستيرادها وإن كانت أقل تقدماً من نظيراتها الأمريكية وقد كشفت دراسة حديثة للمعهد الملكي البريطاني عن انتشار للطائرات من دون طيار في الشرق الأوسط ورصدت الدراسة نماذج من هذه الطائرات والدول المستوردة لها خاصة ايران التي استورد كميات كبيرة ومتطورة ووزعت قسم منها الى المليشيات التابعه لها في اليمن والعراق ولبنان وسوريا .
وعلية تشهد اليوم منطقة الشرق تنافس شديد في مبيعات الأسلحة الصينية والروسية الى دول الشرق الأوسط لخلق توازن عسكري شرقي وغربي لذلك ستشهد منطقة الشرق الأوسط تنافس دولي شديد في كافة المجالات وصراع نفوذ في هذه المنطقة المهمة جداً في العالم من ناحية مواردها وثرواتها العظيمة وموقعها الجغرافي البري والبحري والجوي والمناخي المتميز عالمياً خاصةً في المجال الأقتصادي وطرق المواصلات المهمة وعليه سيكون التنافس وصراع النفوذ بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي وإسرائيل من جهه والصين وروسيا ويران وتركيا من جهه أخرى وقد ينذر بمخاطر جديدة محتملة في المنطقة .

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

‫2 تعليقات

  1. نعم التوازن مطلوب ما بين الشرق والغرب
    لاكن كما أرى الصين تأخرت كثير
    وأيضا للأسف دعمت دول لأجل تدمير دول اخري
    وكما نرى أن الغرب رسم استراتيجية واضحة وكبيره بالشرق الأوسط
    وبنى قواعد بالشرق وتركيا والعرب
    وكان العراق حصن بعيد عن عيون الغرب ولولا احتلال
    لا يستطيعون بناء اي قاعدة عسكريه
    ورغم ذلك نرى الصين تتآمر على الدول العربيه وخصوصا العراق بالاتفاق مع الدولة الفارسية والروس
    وهنا نوكد
    لو اقزام أمريكيا لما يحصل ذالك
    ومشروع طريق الحرير تقودة الصين وإيران وروسيا
    لتدمير كل الموارد البشرية والاقتصاديه
    وتحقيق المشروع الفارسي مع الكيان الصهيوني
    لذا على العقلاء والمفكرين من أمتنا طرح رؤية واضحه
    كما شاهدتها بالمقالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى