د. مجيد السامرائي من الشخصيات الإعلامية المعروفة منذ ثمانينات القرن المنصرم. قدم برامج تلفزيونية وإذاعية عديدة مثل (قطار العمر) و (حوار بلا أسوار) و(حوار في الشريعة) و (شيء ما) و(على هامش الذاكرة) والان له برنامج على قناة (الشرقية)، هو الأكثر شهرة (أطراف الحديث).
ومع فقرتنا الجميلة في أروقة الثقافة وبمناسبة صدور كتابه الجديد (أطراف الحديث) نأخذكم أعزاءنا القرّاء في حوار غير مألوف للإعلامي د. مجيد السامرائي.
- متى تشعر بالسعادة؟
- قبل أيام انتهيت من قراءة كتاب (فن اللامبالاة) لمارك مانسون، راقت لي عبارة فيه خلاصتها السعادة تأتي من معرفة ما ينبغي عدم الاهتمام به!
- ماذا عن الحب والحب الأول؟
- إي حب وأنا لدي أحفاد؟ …الحب الأول أكيد موجود لكن بنظري الحب كله خدعة … الأول والثاني، والحب الحقيقي كله ندم. وكل ما كتب فيه الشعراء من قصائد فيها خيبات الحب، وكل القصائد التي يكتبها الشعراء ليس لزوجاتهم. ولا تقنعيني بان كل قصائد الحب لنزار قباني كانت لزوجته بلقيس!
- هل الذكرى السعيدة أكثر ألما من الذكرى الحزينة؟
- نعم… وأكثر ما يحزنني في الموضوع هو بلدي العراق.
- أجمل سنوات حياتك في مهنة الصحافة؟
- أجملها في جريدة الجمهورية البغدادية (كانت جنتي فخرجت منها) من 1983 إلى 2003، كانت الدنيا حلوة والناس حلوة والوطن باسم وسعيد.
- برأيك هل يوجد حوار صعب؟
- لا يوجد حوار صعب ولكن هناك شخصية صعبة، وانا أحب الشخصية الخائفة والمستسلمة وكأنما دفعها لقد صوبي…أحلى ما يكون الحوار في حالة (السكر) أو (الغضب) وبهذه الحالتين يكون الشخص الذي تحاوره قد أعطى كل شيء بصراحة.
- وهل حاورت يوما شخصا سكرانا؟
- ربما!
- نجحت كمحاور عراقي ممتاز، هل جربت العمل في قنوات عربية؟
- لم أجرب العمل بها ولم أسع لذلك، ووجدت فرصتي في الشرقية وهي MBC العراق
- أنك صديق لأكثر من جيل من خلال البرامج المستمرة منذ سنوات وهل السبب في الحوار أم المحاور أو الضيف؟
- النجاح من الله… مثله مثل مطعم صغير في مكان بعيد عن المارة لكنه ينجح أكثر من مطعم وسط العاصمة. إنا دائما اطرق سؤالا غير مألوف ولا أميل إن أكون محاور تقليدي.
- برنامجك المعروف (قطار العمر) أجمل محطة به ما هي؟؟
- المحطة التي توقف بها… لقد توقف بقرار رئاسي في حينها.
- برنامجك السابق (حوار بلا أسوار) لو أعدت تقديمه، لمن يتوجه الآن؟
- الكل يأتي محصن… الأسوار موجودةوإنا لست شرطيا أقف على خليج الكلام، ولا ألزم ضيوفي بان يدلوا بما أشاء، ولكنربما معي الأمر مختلف فهم يخرجون من لقائي، وكأنهم اغتسلوا في يم!
- عمودك الصحفي (مقعد إمام الشاشة) أره اليوم شاغرا؟
- لا يوجد شاشة ولا بشاشة … حاليا تعدد الشاشات وأصبح لدينا (زغللة) في العيون.
- وبرنامج (حوار في الشريعة) هل تجده مهما في الوقت الحالي؟
- مهم جدا.
- ندمت على شخصية أنك التقيت بها؟
- نعم… ولكن قلائل جدا… لا قول ندم… الندم صعب.
- تختار المشهورين؟
- أسعى إلى من يشهرني وليس من أشهره
- إلى من توجه برامجك؟
- برامجي ليست للنخبة، شربت إلف قدح شاي من أيدي معجبين في شارع المتنبي في حين يمر بي أصحاب (السكسوكات) والذين يعقدون شعرهم من الخلف بما يشبه ذيل الحصان يتأبطون كتبا لا يقرؤونها ولا يعرفونني!
- شخصية متوفاة كنت تتمنى محاورتها؟
- علي الوردي، وطه باقر، ومصطفى جواد.
- عام 2002، حصلت على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان القاهرة عن فلم (خريف شط العرب) هل ما زال هناك خريف… اقصد لم تكتب غيره؟
- نعم… سأكتب على جثمان العراق فلم وثائقي.
- أكثر ما أفرحك في زيارتك الأخيرة للعراق؟
- وجدت دجلة ما زال فيه ماء… نحن دجلة والفرات… العراق دجلة والفرات لأنهما من أكثر الحقائق الموجودة.
- عندما تزور بغداد أي المناطق تختار؟
- حين اشعر إني منتوف الريش …! أعود إلى جمعة المتنبي، فاشعر باني وسط من يحبني، فأتطاوس على الطاووس نفسه!
- جربت الحوارات السياسية؟
- لا … مع انه ممكن أكون أفضل الناجحين.
- ربما تخدم العراق في طريقة حوارك السياسي؟
- في العراق صعب الحوارات السياسية، حيث اختلافات الرؤى كثيرة.
- كل إعلامي ضمير متكلم الناس… تعشق مجيد السامرائي هل ندمت على مواقف خاص بك؟
- لم ادخل كلية اللغة الإنكليزية… أحب هذه اللغة وأحب التكلم بها بطلاقة … هي تفتح لنا أبواب كثيرة، ويعجبني لغة الرئيس الأمريكي السابق (أوباما)
- هل انت راض عن نفسك الناس، ومن حولك يحبونك؟
- لا ليس كما ينبغي… كل واحد يراك في عين ما يتمنى وحب الناس مكسبي
- تؤمن بالحسد؟
- الحسد موجود حتى لو تواجدنا في بغداد نحسد على ذلك.
- تؤمن بالحظ؟
- نعم… وليس كل من جد وجد، وليس كل من زرع حصد، وليس كل من سار على الدرب وصل.
- ماذا عن جرح من شخص قريب؟
- جراحات الإنسان لها التئام، لكن لا يلتئم ما جرح اللسان
- الحاسة السادسة قوية لديك كما سمعنا؟
- كتبت مرة عن المطر في مجلة (إلف باء) ومدير التحرير أجّله، معتقدا أن الوقت غير ملائم، ولكن وفي ذات الشهر نزل المطر في شهر(نيسان) لدي توقعات تصدق، فبعد ربع ساعة مثلا أرى ضيفي في البرنامج مثل الزجاجة.
- كونك مشهور لديك الكثير من الأصدقاء في الفيس بوك؟
- عندي على الفيس حوالي خمسة ألاف صديق وجلهم لا يهشون لا بـ (لايك) ولا ينشرون ولو شطبتهم في غفلة منهم لما شعروا، ولكن اشعر بالزهو المكتوم حين أتلقى طلبا من (معجب) من كل مستعمرات المحبة التي لا تغيب عنها الشمس، وحين يمر أحدهم بعمان (سرة الأرض) أتلقى منهم طلبات بالمقابلة واسعد بذلك.
- اغرب رسالة وصلتك على الخاص والعام؟
- على الخاص وصلت الرسالتين التاليتين:
(لم يعجبني الضيف رغم إني لم أشاهده …!)
(كنت أتمنى أن تظهر بربطة العنق التي أهديتها لك)
وعلى العام وصلت هذه الرسالة:
(إذا تداخلت مع الضيف: أطبق على خوانيقك)
وان صمت وهذه بلاغة عليا، قالوا:
(لماذا تركت له الحبل على الغارب).
الدكتور مجيد السامرائي يقلّب صفحات كتابه الجديد (أطراف الحديث)