منذ أن شاء الله وجعل جغرافية مايطلق عليه “العراق” اليوم، بجوار جغرافية مايطلق عليه “إيران” اليوم، وبدأ الناس يستوطنون الجغرافيتين، إلا وتجد أن من سكن جغرافية إيران تتطلع إلى غربها جغرافية العراق، وتحاول أن تسيطر عليها كلما وجدت ضعفاً في إمكانيات أهل العراق، وتذكروا الحضارات التي انشأت على ارض العراق ” السومرية والأكدية والبابلية والآشورية”، ثم راجعوا تاريخ هذه الحضارات التي قدمت منجزات للبشرية لا يزال المنصفون يذكرونها، وراجعوا كيف أن سكان إيران يحاولون تدمير هذه الحضارات، وشاء الله أن يجعل نصراً للعرب في كل مفصل تاريخي يجعل قادة الفرس يتجرعون السم، واذكركم بمعركة” سلوات” ومعركة “ذي قار” ومعركة “القادسية الأولى” ومعركة “القدسية الثانية”. وفي كل هذه المعارك ينتصر بها العرب على الفرس نصراً يزيد من حقدهم وغيضهم أضعاف المرات السابقة، حتى أصبح عند الفرس “فوبيا” من العرب ولا يريدون المواجهة المباشرة ولذلك يستخدمون وكلاءهم “أدواتهم” وهم من العرب أيضاً كمليشيا” حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية والحوثي و..” وأن كل الجعجعة الإيرانية تسمعهم يقولونها ولا يستحون منها لدينا حزب الله والحشد الشيعي ووو، ويتبجحون كالقرعاء التي تتفاخر بطول شعر جارتها.
وأقول للجميع واقرأوا التاريخ غير المزور أن الفرس ليسوا أهل حضارة واعطيك دليلا واحداً لم تكتب إول قصيدة شعرية فارسية إلا سنة 80ه، وكل مايدعون عن الملاحم التي سطروها هي مسروقات من الحضارات العراقية بعد أن تضعف هذه الحضارات فيهجم الفرس فيدمرون تلك الحضارات حتى يقولوا”كلنا في الهوى سوى”.
ولا أريد أطيل فكل متابع يعرف أن كلما تحرك جيش المسلمين غربا لأوربا غدرهم الفرس بعد أن دخلوا الإسلام مكرهين، وما جرى لإهل العراق من قتل وتنكيل وخصوصاً للعلماء والكفاءات ليس منكم ببعيد، علماً أن أذناب إيران يشيعون أن من قتلهم الصهاينة ولا أريد أن أبرئ بني صهيون لكن جلهم قتلوا بخنجر الغدر الفارسي الإيراني.
ثم نأتي للتجاوز على الأراضي العراقية واحتلال آبار النفط بحجة أنها مشتركة، والايعاز لأذنابها في السلطة بحرق الغاز العراقي لنشتري غاز إيران وكل صناعاتها الرديئة الجودة، ومحاربة كل انفتاح على العرب لأن الصناعات العربية أفضل وأرخص وخوفاً من أن العراقي ذات الهوى الإيراني يقارن بين العرب والفرس، ولا توجد مقارنة لأن ربنا من أختار لحمل رسالته للبشرية، مروراً بتسميم الثروة السمكية العراقية، وتخريب مزارع الطماطة وآخرها حرق محصول القمح لنشتري النوعية الرديئة من إيران. وأذكر المسؤولين العراقيين إن بقت لديهم ذاكرة وبصيرة، عندما حدثت سنوات الجفاف كيف قطعت إيران الشر كل روافد المياه التي تصل للعراق، وعندما حدثت السيول حولتها لتغرق الأرض العراقية. وكل ذي لب يعرف أن “داعش” صنيعة إيرانية باشتراك مع النظام السوري، وتعرفون ما فعلت داعش وقبلها القاعدة وكيف هيأت إيران المأوى الآمن لقادتها. واليوم يعاني كل العراق من شماله إلى جنوبه من بطش المليشيات الولائية- أي التي تتبع الولي الفقيه – وكيف أنها تغولت على الدولة العراقية وسرقت ممتلكاتها وروعت أبناء العراق وجعلت العراق تابعاً ذليلاً لإيران حتى تجد أن بعض من لبس بدلة الجيش العراقي كيف يغسل أرجل الإيراني ويمسح حذاءه بحجة أخوة الدين لكنه يذبح أخوه العراقي المسلم الحق، وآخر صيحات المليشيات هي تهديد رئيس مجلس النواب العراقي قبل ثلاثة أيام من قبل مليشيا “حزب الله العراقي” بحجة أنه قريب لأمريكا ونسوا هؤلاء أن أمريكا هي من مكنتهم من العراق العربي، لكن حلال على إيران وأذنابها العلاقات السؤية مع الكيان الصهيوني وأمريكا وحرام على غيرهم حتى لو كانت علاقات علنية يوجبها المنصب في الدولة.
وبعد كل هذا تعارض القيادة العراقية بيان القمة العربية الذي لم يشن حرباً على إيران وإنما أدان سلوكياتها. أنا هنا أسأل كل مسؤول عراقي لديه ضمير وحب لوطنه ليعطيني شئ مفيد واحد قدمته إيران للعراق؟
وصدق الشاعر العربي بحق مسؤولي العراق عندما قال:
لا خيل لديك ولا مال فليسعد القول إن لم يسعد الحال
الدكتور طه اللهيبي
