منذ عدة سنين وقُبيل الاعلان عن مهرجان بابل ، تتعالى الاصوات والنداءات من شخصيات تدعي بانها دينية لمعارضة اقامة هذا المهرجان ومنع عزف الموسيقى وانشاد الاغاني فيه لانهم يعتبرونها ارض مقدسة ، وان كامل ارض العراق مقدسة كونها تحتظن اجساد اهل البيت الاطهار والانبياء و الاولياء والصالحين(عليهم السلام)، ويعتصمون ويقيمون صلاة جماعة للتعبير عن معارضتهم .
ولكن عندما تقام حفلات غنائية علنية وتفتح محلات بيع الخمور والملاهي الليلية في جميع محافظات العراق لا نجد او نسمع مثل هذه الاعتراضات، بالرغم من ان قسم من هذه الحفلات والمحال والملاهي سرية كانت او علنية اقرب الى منطقة الكاظمية المقدسة مقارنة بالمسافة التي تفصل المنطقة الاثرية في بابل عن اقرب المناطق المقدسة، فلماذا الاعتراض على مهرجان يقام لبضعة ايام ولا اعتراض على محلات وملاهي تبث المجون طيلة أيام السنة.
ان هؤلاء المدعين بالدين ماهم معترضين على المهرجان لانه غنائي او استعراضي ، وانما هم مرعوبون من ان تشاهد الوفود العربية والاجنبية اثار الاعمار والاهتمام بالثقافة والفنون والادب والتاريخ من قبل النظام السابق من خلال ماهو موسوم ومختوم على جدران واساسات البقايا الاثارية التي يحاولون اخفاءها ، ومقارنته مع الاهمال والتخلف الذي يشهده البلد منذ سنين.
هؤلاء يزعمون بان هذه الارض اي بابل مقدسة والاجدر اقامة المناسبات والمهرجانات الدينية و الصلاة الجامعة فيها ، ولكن نشير هنا الى ما جاء في كتاب ( بحار الانوار للعلامة المجلسي – ج ٤١ – ص ١٨٧ ) والتي ملخصها بان الامام علي عليه السلام عندما مر بارض بابل وحان موعد صلاة العصر لم يصلي فيها وابلغ المسلمين بانه لا تجوز الصلاة في هذه المنطقة ، وبعد ان تجاوزها اقام الصلاة متاخرا عن وقتها.