نزاهة الحكّام بين الأمس واليوم …!

كان استاذ الفيزياء في جامعة الموصل د. محمد الطائي،  طالباً في مرحلة البكالوريوس بكلية العلوم جامعة الموصل. وخلال زيارة الرئيس أحمد حسن البكر، للكلية التقى بالطائي وأعجب بنبوغته المبكّره وقدراته في علوم الفيزياء، فأوعزَ لعمادة الكلية بتخصيص مختبر خاص لبحوثه، وأمر أيضاً أن يُبعث إلى المملكة المتحدة بعد تخرجه لإكمال دراساته العليا. وفعلاً سافر الطالب محمد الطائي، إلى بريطانيا، وبعد سنوات حصل في اختصاصه على شهادة الماجستير ثمّ الدكتوراه. وفور عودته إلى الوطن من بريطانيا، طلب مقابلة الرئيس البكر، فأذن له.


وعند لقائه به في مكتبه بالقصر الجمهوري قدّم له الرئيس التهاني بتخرّجه.أما مطالب د. محمد من الرئيس فرجاه تأجيل خدمته العسكرية، وتحسين وضعه المالي هو وزميل له كان بمعيته عند زيارة السيد الرئيس، بعد عرضه تفاصيل حالتهما المادية على السيد الرئيس. فقال له الرئيس البكر: ليس بالإمكان تأجيلكَ من الخدمة العسكرية فهذا حقُّ الوطن عليك…! ثم قرَر الرئيس منحه وزميله مبلغ 150 ديناراً  لكل منهما وقال لهما: المائة دينار لكل واحد منكما وفق صلاحياتي، والخمسين دينار  لكما من راتبي الشهري، وقد اصطحبهما بنفسه إلى محاسب الرئاسة، ليقولَ للمحاسب: ادفع لكل منهما 150 ديناراً ولا تنسَ أنَّ المائتين من صلاحياتي والمائة الأخرى تستقطعها من راتبي.
رحم الله النزاهة التي افتقدناها في بلادنا ولم نعد نعرفها اليوم…!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى