نظام الاسد ونهاية الحلم الملاوي الإيراني الطائفي في المنطقة

الحراك العراقي

ايهم السامرائي

واشنطن عازمة على ان يكون هناك تغير في المنطقة ترد فيه الجميل لحليفتها القديمة ايران بعد ان بدأت ومن فترة بالتحرك ضد المصالح الامريكية وخاصةً مشاركة الروس في حربهم ضد اوكرانيا التي تعتبر حليف لها وامن قومي امريكي وخط دفاعي اول لاوربا، بالاضافة طبعاً لدعمها لنظام الرئيس بشار الاسد الذي صوت الكونجرس الامريكي بالاغلبية على معاقبته وازالة حكمه، واعتبر قانون ” قيصر” ملزم على هذه الادارة والقادمة تنفيذه وهو تغير النظام في سوريا ومعاقبة المتعاونيين معه، بالاضافة للتدخلات الايرانية الدائمة في عملية التدمير الممنهج لبناء العراق سياسيا واقتصاديا واجتماعياً.
واشنطن ورغم ضعف الادارة الحالية في الشؤون الدولية وخاصة موقفها مع ايران في الشأن النووي او علاقتها بالارهاب في المنطقة، يبدو انها عازمة ان تقوم بعمل تصحيحي؛ وهو اخراج ايران من المنطقة العربية، وتصفية مليشياتها، واخراج رعاياها واعادة السيطرة لها وكما كانت بين ٢٠٠٣-٢٠٠٥.
تحركوا الامريكان أخيرا باعادة ارسال الفرقة العاشرة الجبلية والمشهورة بقدرتها القتالية في الشرق الاوسط بالاضافة الى ال ١٨ الف جندي الموجودين في المنطقة مع القوة الجوية الداعمة والتابعة لها،
والذي يقول نائب القائد العسكري لهذه القوة جنرال ماثيو برهمان المسماة بعملية الردع في ٢٢ اب الحالي “ان اللواء الذي تم سحبه في كانون الاول من العام الماضي (٢٠٢٢) والتي كانت مهمته اسقاط نظام البعث في العراق عام ٢٠٠٣، قام باستبداله بعد ٢٠ سنة باللواء الثاني من نفس الفرقة للقيام بنفس المهمة”. “نفس المهمة” لها معنى واحد وواضح الا وهو ان هذه القوة لها مهمة شبيه بما عمله اللواء الاول من الفرقة هذه، الا وهو تغير النظام الحالي كما فعلت قبل ٢٠ عاماً.
وهذا التصريح هو اخطر تصريح من عسكري امريكي بوضوحه الذي يعطي الامل ان واشنطن عازمة على عمل شيء كبير في المنطقة والعراق خاصة ونأمل ان تسير الخطة كما وضعها البنتاغون وان لا تتغير كما فعل قبله اوباما عندما توعد بتغير نظام الاسد بعد استخدامه الاسلحة الكيماويه ولكنه تراجع في اخر دقيقة ( اعتقد ان بايدن ودائرته المحيطة به ورغم ضعفهم في اخذ القرارات المهمة للدفاع عن امريكا، ليس لهم حل اخر غير عمل شيء كبير لاعادة ثقة الناخب الامريكي بهم وهو اعادة تنظيم العراق او ما يسمونه تحرير). انصح العلامة الخزعلي المشهور بثقافته وتحليلاته المعروفة ” دجلة يجري في مصر والفرات في موزنبيق” وغيرها، وكل قيادات الحشد ان يهربوا هذه الايام ما دام الاربعين فض وهم لا زالوا احياء الى جارتهم العزيزة على “كلوب الذي خلفوهم” وان يموتوا هناك على ايدي اصدقائهم الملالي بقرار امريكي او بقصف جوي هائل امريكي عربي لتدمير ما بقى من عمامة خايسة في ايران والعراق.

تحرك المليشيات الايرانية العراقية السورية اللبنانية المتخبط في سوريا والعراق كرد فعل لما يرون على الارض ولما يسمعونه من خلال مصادرهم واوامر اسماعيل قاأني لهم بعدم مهاجمة القوات الامريكية او اعتراض تحركاتها وكما كان واضحاً عندما سيطرة القوات الامريكية على معظم الحدود العراقية السورية وقصفهم لمواقع كثيرة في سوريا والعصائب في منطقة بلد العراقية، بل امرهم قاأني تخوفاً من المستقبل القريب بتفريغ الدولارات الامريكية من البنك المركزي العراقي( أموال أبو )وبسرعة عن طريق الشاحنات والذي اكتشفت واحدة منها مملؤه باكثر من ٢,٥ مليار دولار بعد تحطمها في السليمانية بحادث سير. الايرانيين لا يهمهم العراق ولا المليشيات التابعة لهم خارج ايران ولا حتى اي شيعي وطني او عميل من هذه الدول التابعة لهم بل يعتبرونهم جسوراً يعبرون عليهم لمصلحة ايران الملالي اولاً واخيراً وما عداه الى الجحيم.
اذا بدأت المعركة ونفذ ما توعد به الجنرال برهمان على “ان قواته ستقوم بنفس مهمة ٢٠٠٣” فأن العاقبة كبيرة جداً لسبب بسيط جداً وهو ان تكنولوجية ٢٠٢٣ للاسلحة الامريكية تتفوق على الاقل لعشر مرات ما كانت في ٢٠٠٣ وان استعمال الذكاء الصناعي اصبح جزء من القوة المستخدمة القادمة مع تتطور الاسلحة المدمرة ( التفجيرات) اضعاف أيضاً، معناه قوة صغيرة جداً من هذه القوة تستطيع محي وانهاء من الوجود مليشيا كاملة (عتاكة بالعلم العسكري وتسليح متخلف وبدائي) بساعات بالكامل والانتقال لمهمات اخرى. هذه الفرقة تستطيع لو اعطيت الاوامر لها باعادة العراق وطرد الخامنئين وكل عمامة سودة او بيضة تابعة لهم ودعم سيطرة الجيش العراقي الوطني بيوم واحد او يومين في اقصى وقت.

الايام القادمة فرصة تاريخية للقوى الوطنية ان تتحرك لتنظيف الارض والوطن من جراثيم ايران وغير ايران واعادة السيادة للوطن واعادة احياء ما دمر من اقتصاد وخدمات ومياه واخلاق. القوى الوطنية عليها التحرك في تشرين القادم ذكرى انتفاضة تشرين المجيدة وعلى الشعب كله المشاركة بها هذه المرة وان تقودها القوى الوطنية المدنية اللا دينية ( قواعد الصدريين مرحب بهم ولكن ليس للقيادة بل للمشاركة في شرف التغير). هذه فرصة تاريخية علينا ان لا نخسرها هذه المرة بل نبني عليها ونستغلها لمصلحة الشعب والبناء والتقدم ضمن قضاء عادل غير مسيس واجهزة امنية وجيش تعمل ضمن القانون وليس فوقه، ودستور يحترمه الجميع. الحراك العراقي يوعدكم ان يكون معكم داخل العراق وخارجه من اجل دعمكم للنجاح في هذه المهمة لاننا نؤمن بكم كشعب حي لا يموت ولا يقهر ولان جذورنا عميقة تعود لالاف السنيين في التاريخ الانساني ولان الله دائماً معنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى