هجوم جيش العدل وتعهد إيران بالرد

 التوتر  بات سيد الموقف بين إيران وباكستان بعد ادعاء إيران  الكشف عن هوية المنفذين للهجوم على حافلة الحرس الثوري على الطريق المؤدي من “خاش “إلى” زاهدان” والذي لقي فيه حوالي سبع وعشرين شخصا مصرعهم من الجنود الأيرانيين  .. وفي الأيام القليلة الماضية ، قتل ستة جنود باكستانيين في هجومين مسلحين منفصلين في بلوشستان بباكستان بالقرب من الحدود الإيرانية على الحدود المقابلة .

محمد باكبور – قائد القوات البرية للحرس الثوري الايراني

قائد القوة البرية في الحرس الثوري  قال إن منفذ العملية الانتحارية في حافلة حرس الثورة في “زاهدان” كان باكستانيا كذلك الاثنان اللذان كانا معه هم ايضا من الباكستان. السفير الباكستاني في طهران “رفعت مسعود” اكد على ملاحقة منفذي الحملات الانتحارية في “سيستان وبلوشستان”، وكذلك اعتقال ثلاثة أشخاص وضبط 150 كيلوغراما من المتفجرات الجاهزة للاستخدام،اللهجة الإيرانية التي الآن بالمقارنة مع لهجة حرس الثورة في الايام السابقة تبدو أكثر حدة، ويأتي هذا بالتزامن مع زيارة ولي عهد السعودية الى باكستان ووعود باستثمار 20 مليار دولار.

مقالات ذات صلة

بموازاة ذلك  قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن عدم التزام باكستان بمنع استخدام الإرهابيين الباكستان لمهاجمة ايران  أمر غير مقبول ولا يمكن تحمله.

محمد علي جعفري – قائد الحرس الثوري

بدوره اتهم قائد  الحرس الثوري الإيراني “محمد علي جعفري”، باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بدعم الإرهابيين وجماعة جيش العدل على وجه التحديد ، أما “عادل الجبير”وزير الشؤون الخارجية في السعودية قال في مؤتمر صحفي إن اتهام إيران للسعودية بالتدخل في الحادث الإرهابي في “سيستان وبلوشستان” أمر مثير للعجب لأن الحكومة الإيرانية نفسها هي زعيمة الإرهاب. اما وزير الخارجية الباكستاني “شاه محمود قريشي” ففضل الكلام بنبرة لطيفة وقال: إذا كان هناك أي دليل، فإن باكستان على استعداد للتعاون مع إيران للتعامل مع  حادثة منفذي الهجوم.

السيدة رفعت مسعود (السفير الباكستاني بطهران) اثناء لقاءها الرئيس الايراني

أما سفير الباكستان السيدة رفعت مسعود في طهران وفي  معرض ردة فعله على ما قاله قائد قوات الحرس البرية : إن القوات الأجنبية تسعى إلى إفساد العلاقات بين إيران وباكستان . وأصدرت قوات الحرس الثوري بيانا ؛ أكد فيه على ضرورة إنزال أقصى العقوبات بالذين نفذوا هذا الهجوم ، من ناحية أخرى، قال “سردار باقري”، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، إنه في أعقاب الضغط الايراني على باكستان، بدأ الجيش الباكستاني عمليات تمشيط واسعة  في منطقة “بلوشستان” ضد الجماعات الإرهابية.

زيارة ولي العهد السعودي لدولة باكستان

وبالتزامن مع التقارب السعودي الباكستاني ؛ وجه وزير الخارجية الباكستانية إتهاما صريحا لإيران بأنها تدعم الإرهاب . فإلى أي حد يمكن لهذه التصريحات أن تؤثر على التوتر بين إيران وباكستان؟ ومما يضاعف من تعقيدات الوضع أن المناطق الحدودية بين إيران وباكستان تشبه الحدود الإيرانية _الأفغانية إلى حد بعيد وكلا المنطقتبن تعانيان من فراغ أمني كبير، حيث تجري عمليات المراقبة على المناطق الحدودية بواسطة القوات الباكستانية . وبناء على هذا يمكن لباكستان أن تتنصل من مسؤوليتها عن هذه الهجمات بكل بساطة وأن تدعي أنه لا دخل لها ب فعلياً في هذه الهجمات ، كما أنها غير قادرة على ضبط الحدود . وفي المقابل تستطيع إيران أن تؤكد على أن حماية الحدود والسيطرة عليها ؛ هي مسؤولية باكستانية لأن التسلل يتم من داخل باكستان .و أنه على ضوء ماضي العلاقات المتوترة بين إيران والدول العربية وخاصة السعودية ، يمكن بكل بساطة  وسهولة لإيران  أن ُتحمل مسؤولية الهجمات لأي دولة تشترك معها في علاقات صراعية ، دون الاعتراف عن حجم المآساة التي تعيشها الأقليات في إيران ، والتي تعيش أكبر عملية استهداف في تاريخ إيران من تضييق الخناق الاقتصادي والأمني والاستهداف على صعيد الاعتقالات والاعدامات …. لكن إلى أي حد يمكن لهذه الإتهامات وهذه التوترات أن تؤثر على العلاقات المتجهة ،في الوقت الذي شهدت فيه العلاقات الباكستانية الإيرانية نوعا من التحسن بالتزامن مع وصول عمران خان إلى السلطة في باكستان  ، ما ينفي مسئولية الطرف الباكستاني عن تبني أو تسهيل أية عمليات لجيش العدل  ، و هل تشكل المنطقة الحدودية بين إيران وباكستان ، تحديا جديدا للعلاقات بين الدولتين في المستقبل القريب ؟ | المؤكد أن خاصرة إيران الرخوة ، وسلاح الأقليات ستكون أحد أدوات المواجهة  الأميركية مع إيران ،  وخاصة في فترة حكم دونالد ترامب ، الطامح إلى تحجيم النفوذ الإيراني ، وكف يدها عن التدخل في شئون المنطقة ، ومن هنا فإن مجالات الرد الإيراني ستكون عبر البوابة العراقية أو اليمنية أو كليتهما معاً لاستهداف السعودية ، أو احتمالية استهداف مصالح الرياض في الخارج أو استهداف دبلوماسيها كما جرت العادة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى