هكذا تم اغتيال العالم الإيراني محسن فخري 

لم يخطر ببال عائلة العالم الإيراني محسن فخري زادة أن نهاية دعوة الغداء عند أهل زوجته ستكون اغتيال الرجل، أمام ناظري زوجته وقبل وصوله إلى طهران في طريق العودة.

بحسب مصادر لـ “لصحيفة جاده إيران” فقرابة الساعة الثانية عشر ظهرا تحرك موكب العالم فخري زادة من أمام منزل أهل زوجته الواقع في قرية رستمكلا التابعة لمحافظة مازندران شمال إيران. تحرك الموكب جنوبا عبر سلسلة الجبال الفاصلة بين شمال إيران وعاصمتها، في طريق يعرف باسم طريق فيروز كوه، الطريق الذي اعتاد ابن مدينة مهاباد التابعة لمدينة قم قطعها شهريا لزيارة أهل زوجته والعودة منها أيضا إلى طهران.

وكالمعتاد تحرك الموكب المؤلف من ثلاث سيارات تتقدمهم السيارة المرافقة الشخصية لفخري زادة. وبعد طي مسير تجاوز الساعة تقريبا وصل الموكب إلى أطراف بلدة ابسرد دماوند التابعة لمحافظة طهران. قبل مدخل ابسرد بكيلو متر واحد تعرضت سيارة المرافقة المتقدمة لإطلاق نار كثيف عند نقطة تعرف باسم “باغ سرهنك”. إطلاق النار أجبر الموكب على التوقف في المنطقة لتنفجر سيارة بيك أب محملة بالأخشاب بعد توقف الموكب مباشرة. ما يشير إلى أن الهدف من استهداف السيارة المرافقة كان إجبار الموكب على التوقف، تمهيدا لانفجار سيارة البيك أب من نوع نيسان. الانفجار أدى لإلحاق أضرار بالسيارة التي تقل محسن فخري زادة، كما امتلأ الشارع بشظايا الانفجار وتناثر الأخشاب التي كانت على متن سيارة البيك أب كما أدى الانفجار إلى انقطاع الكهرباء عن البلدة القريبة. بعد الانفجار بدأ إطلاق نار كثيف باتجاه سيارة محسن فخري زاده، الأمر الذي دفع السائق لمحاولة الخروج من المنطقة، لكنه فشل في ذلك بعد إصابته بعدة طلقات نارية أدت إلى وفاته على الفور فتوقفت السيارة، ما مكن المسلحين من استهداف السيارة بشكل أدق. المعلومات أكدت لجاده إيران أن المسلحين أطلقوا الرصاص من أماكن عدة دون أن يتقدموا بشكل مباشر باتجاه سيارة الرجل، وأدى إطلاق النار لإصابة فخري زادة بأربع طلقات في منطقة الصدر والرقبة، لم تكن كافية لقتله مباشرة.

نقل بعدها فخري زادة إلى مستوصف بلدة ابسرد في محاولة لإجراء إسعافات أولية، حيث لاحق المهاجمون سيارة الإسعاف لتأكيد عملية الاغتيال، وبعد نصف ساعة من المكوث في المستوصف نقل إلى مستشفى بقية الله في مدينة طهران باستخدام حوامة، ليتم إدخاله إلى العناية الفائقة على وجه السرعة. حاول الفريق الطبي في مستشفى بقية الله إنقاذ فخري زادة لكنه لم يتمكن من ذلك. في حين تمكن المسلحون الذين نفذوا عملية الاغتيال من الفرار والتخفي دون أن يتمكن أحد من رؤيتهم أو معرفة الجهة التي توجهوا اليها. ليكون اغتيال محسن فخري زادة هو الاغتيال الرابع لعالم إيراني له علاقة ببرنامج إيران النووي والصاروخي بعد اغتيال كلا من مجيد شهرياري وأحمدي روشن وداريوش رضائي نجاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى