هل الحرب الروسية الأوكرانية تتجاوز حدودها ؟

لقد بدأت الحرب الروسية الأوكرانية بالتوسع وعلى نطاق واسع وعلى كافة الجبهات الاوكرانية وبدأ التصعيد الغربي في فرض العقوبات على روسيا ومعظمها عقوبات اقتصادية وسياسية وتكنولوجية وثم محاصرة الشركات والأفراد الروس والأستغناء عن خدمات النفط والغاز الروسي حيث أن الغاز والنفط الروسي هو عصب الحياة الإقتصادية في أوربا ولكن الغرب جاهز لإيجاد البديل من الخليج العربي ودول أخرى قد تكون إيران الذي تحاول الإدارة الأمريكية جادة في إنجاز الاتفاق النووي ولكن الأحداث والهجوم الروسي على أوكرانيا كان اسرع مما كانوا يتوقعون نتيجة الدهاء الروسي .
نعم لقد بدأت الحرب ولكن هل الحرب مرشحة لتتجاوز حدود روسيا وأوكرانيا وهذا ما يخشى منه فعلا في العالم الذي بدأ يستيقظ للتو من آثار جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وخلفت اكثر من خمسة ملايين قتيل بالأظافة الى ما خلفت وتركت ندباً وتشوهات على الاقتصاد العالمي وكشفت الخاصرة الضعيفة للبشرية في مقاومة فايروس كورونا وتراجعت دول وتقدمت أخرى وحيث هناك بؤرا ما زالت متوترة على امتداد الدول والشعوب وانتكاسات هنا وهناك فهناك خشية أن يتطور الصراع ليأخذ مداه شرقاً وغرباً لأن الكثير من القضايا ما زالت ناراً متقدة تحت الرماد وهناك دول بدأت تفكر في أدوار عالمية أكبر من دورها الحالي وترى نفسها مؤهلة لذاك . وقد تكون مثل الصين وغيرها.
أن شرر الحرب الروسية على أوكرانيا إذا ما سارت الرياح كما يشتهي الدب الروسي العنيد او إذا ما تطورت الحرب فلن يتوقف الروس عند حدود أوكرانيا وهو حلم روسيا القديم الجديد وعلى الجانب الآخر فإن دول الناتو وأمريكا لن تقف مكتوفة الأيدي حيث أنها لا تسمح بتراجع دورها وضرب مصالحها ومناطق نفوذها من أن تقف مكتوفة الإيدي وربما يدفعها ذلك لإعلان الحرب على روسيا بشكل مباشر وسوف تكون حرباً شرسة اكثر بكثير من تداعيات ونتائج الحربين العالمية الأولى والثانية نظراً للتطور الهائل العسكري الذي يشهده العالم اليوم ونوعية الأسلحة وقوة تدميرها ووجود أسلحة الدمار الشامل الذي تهدد بإفناء البشرية والحضارة الأنسانية في وقت قصير .
وعليه عسى أن يكون صناع القرار العالمي أكثر حكمة وتحضراً ووعياً وإنسانية في المعالجة السريعة لهذه الحرب والعمل الجاد لوقفها وتجاوز آثارها وحدودها .

وإلى الله ترجع الأمور

مقالات ذات صلة

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى