لا أنوي في هذه العجالة مناقشة جدوى نظرية الردع النووي التي سادت الفكر الستراتيجي الدولي لمدة طويلة،مع إني أؤمن تماماً أنها باتت نظرية قديمة ولم تعد تحقق الردع المطلوب لحماية الأمن الوطني بخاصة في ظل تطور ستراتيجيات وأسلحة الردع المعاصرة.ولعل الحروب السيبرناتية وحروب الفضاء هي أمثلة على ما أقول.
أعود لأطرح بعض الاسئلة وأترك للقارىء النبيه إجابتها؟
-هل سقط الأتحاد السوڤيتي بسبب إفتقاره للردع النووي؟
-هل إمتلاك الباكستان وكوريا الشمالية للسلاح النووي جعلهما أكثر تطوراً وقدرة على المسرح الدولي؟
-هل أن ما ساعد الصين والهند على تحقيق هذه القفزات الهائلة على المسرح الدولي هو أمتلاكهما للسلاح النووي الذي ظل قابعاً في ترسانتهما لسنين طويلة دون أن يتمكنا من حل الأزمات والمشاكل التي طالما عانى منها شعبيهما لسنين طويلة؟وهل أن ما حققاه خلال العقدين الماضيين كان بسبب إمتلاكهما للسلاح النووي؟
-هل أن ما يحمي أمن(إسرائيل)تجاه (الغضب)العربي المفترض هو أمتلاكها لحوالي ٢٠٠ رأس نووي؟
-أخيرا أتساءل،وبغض النظر عما إذا تم تدمير المنشآت النووية في إيران أم لا،وعمن قام بذلك،خلال الايام الماضية،لكن هل أن أمتلاك سلاح نووي يوازي في أهميته ومقدار ما يصرف عليه،المخاطر الناجمة عن إنفجار أي منشأة نووية مثلما حصل في تشرنوبل؟ماذا لو إستثمرت هذه الأموال في تنمية البلاد؟ هل أن أمتلاك سلاح نووي بالنسبة للدول النامية بات أمتيازاً وردعاً أم تكلفةً وعبئا
أعرف أن هناك من قد يتفق مع هذه التساؤلات،وهناك من يستنكر طرحها أساساً تبعاً لما يؤمن،لكني أعتقد أن فتح النقاش في هذا المجال قد يكون مفيداً، بخاصة وإني لطالما فكرت بالسيناريو الآتي: لو تصورنا أن صدام كان يمتلك سلاحاً نووياً فأي خطر كان سيقع فيه العراقيون اذا فكر باستخدامه؟وإذا لم يفكر بإستخدامه وأنتقل هذا السلاح(بالوراثة) الى النظام الحالي فماذا يمكننا تصور حدوثه؟! فقط أغمضوا عيونكم وفكروا،لأني فكرت بثلاث سيناريوهات فقط فلم يعد يمكنني النوم.لذا توقفت عن التفكير بالسيناريوهات الأخرى كي لا أصاب بنوبة قلبية.

891
تعليق واحد