هل لايزال خطر الإرهاب قائماً؟ أم هناك انحسار للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط ؟

1• لا يزال خطر الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط قائماً مع الأسف ، وإن تراجعت حدته نسبياً ، وتتمثل أبرز التطورات والتقييمات والملاحظات المتعلقة بوضع التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط خاصةً تنظيم داعش الإرهابي وتنظيم القاعدة الإرهابي خلال هذه الفترة في النقاط والملاحظات التالية :-
أ• أنحسار تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا بجهود القوات الوطنية لكلا البلدين بالأظافة الى تمكن قوات التحالف الدولي لمكافحة الأرهاب من إضعاف تنظيم داعش في العراق فضلاً عن مساهمة قوات التحالف الى جانب قوات روسيا في سوريا في طرد تنظيم داعش من عدة مناطق في سوريا وهو الأمر الذي مثل انتكاسة كبيرة لتنظيم داعش حيث دفعتة الى التخلي عن المناطق التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا مما أضطر تنظيم داعش على أثر ذلك العودة إلى نظام اللامركزية (حرب العصابات) أضرب وأهرب بحيث انقسم تنظيم داعش إلى عدد من المجموعات اللامركزية التي تتمركز جغرافياً في بعض المناطق المنعزلة في سوريا والعراق وتعمد هذه المجموعات إلى تنفيذ عمليات إرهابية من فترة لأخرى وينبغي على القوات المسلحة عدم تسمية هذه المجموعات الإرهابية بالخلايا النائمة وهذه تسمية عامة غير صحيحة تطلق جزافاً وانما في الحقيقة هي مجموعات صغيرة ذكية إرهابية إنتحارية إنتقامية يقضة تتربص وتتنصت وترصد وتراقب بدقه وحذر وتجمع المعلومات وتحللها على هدفها الرئيسي او أهدافها التصادفيه وعلى مدار اليوم وعليه ينبغي على القوات المسلحة ان تحسب لهذه المجموعات الإرهابيه ألف حساب وأهتمام وتأثير واليقضه والحذر منها وعدم أهمالها أو الأستهانه بها على مدار اليوم على أساس انها نائمة في سبات عميق أو على أساس مواجهتها برد الفعل فقط ! مما يجعل القوات المسلحة على هذا الأساس تتراخى وتتصرف بدون يقضة وحذر وبدون عمليات أستباقية يرافقه أهمال وضعف كبير في مبدء عمل الأستخبارات ومنظومة الأستخبارات في كل مهامها وواجباتها وصدق سيدنا عمر بن الخطاب (رضى)بقوله ( أن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم).
2• من المتوقع ان ترتفع عمليات داعش الإرهابي خلال الفترة القادمة حيث من المتوقع بالمقابل أن تنتكس جهود مكافحة داعش الإرهابي في العراق وسوريا خاصة مع إعلان الولايات المتحدة من سحب قواتها المتمركزة والمتميزة في قتال تنظيم داعش في العراق وفي شمال وشرق سوريا وثم القوات الأمريكيةالتي تقدم الدعم والإسناد لوحدات حماية الشعب الكردية(قسد) هي الأخرى ستنسحب بشكل عام وبشكل خاص في محاربة تنظيم داعش في سوريا تحديداً شرق نهر الفرات وربما يدفع هذا التطور القوات الكردية إلى التراجع عن محاربة تنظيم داعش وحماية معسكر (الهول) ؟والتفرغ إلى الخطر الأكبر الحقيقي عليها ممثلاً في مواجهة القوات التركية بما يعنيه ذلك بشكل مؤكد من تراجع الضغط العسكري العام على تنظيم داعش وثم منحه الوقت الكافي لأعادة ترتيب صفوفه وتنظيم عمله ومجموعاته وفعالياته وأساليبه من جديد مع العرض أشارت المعلومات التي صرح بها بعض المسؤولين في قوات التحالف الدولي الى وجود ما يقارب عشرة آلاف مقاتل من تنظيم داعش شرق سوريا تحديداً شرق نهر الفرات ؟ ووجود ما يقارب ثلاثون ألف مقاتل من تنظيم داعش في معسكر (الهول؟) تحت سيطرة وحماية قوات (قسد) والقوات الأمريكية مع العرض يحتفظ النظام السوري بأحدى عشر ألف مقاتل من تنظيم داعش في سجونه الحكومية في محافظة حمص؟وبالمجمل يقدر مقاتلي تنظيم داعش في سوريا وحدها بصورة عامة بخمسون ألف مقاتل !؟ أما في العراق أشارت نفس المصادر يتواجد عشرة آلاف مقاتل من تنظيم داعش مع ملاحظة ان ساحة العمليات السورية وساحة العمليات العراقية مترابطة ومن الصعوبة فصلهما عن بعضهما وتشكل معاً نفوذ ومجال حيوي مشترك لنشاط وتعاون تنظيم داعش الأرهابي

مقالات ذات صلة

3• على الرغم من الأنتكاسة التي لحقت بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق فإن فروعة في الدول العربية والإسلامية تفاوت وضعها بين دولة وأخرى ففي بعض الدول يشهد التنظيم انحساراً واضحاً خاصة في مصر صحراء سيناء تحديداً والتي شهدت عمليات إرهابية لتنظيم داعش ما يسمىى ب ((ولاية سيناء)) والتي شهدت قيام الجيش المصري بتنفيذ عمليات عسكرية متتالية تمكنت إحداها في القضاء على زعيم التنظيم أبو أسامة المصري في عام 2018 الأمر الذي اثر على قدرة التنظيم في تنفيذ عمليات إرهابية في سيناء وإن ظلت هناك مخاطر من تسلل عناصر تنظيم داعش القادمة من ليبيا وتنفيذها عمليات إرهابية في صعيد مصر.
وعلى الجانب الآخر لا تزال التنظيمات الإرهابية سواء التابعة لداعش أو القاعدة تجد ملاذاً آمناً لها في ليبيا خاصة في ظل استمرار انقسام البلاد بين حكومتين في الشرق والغرب اليبي فضلاً عن تحالف بعض القوى السياسية مع بعض التنظيمات القاعدية الإرهابية . أما تونس والمغرب فقد شهدتا عمليات إرهابية محدودة سعت للإضرار بقطاع السياحة الأمر الذي ينذر بتفاقم الأوضاع الاقتصادية خاصة بالنسبة لتونس التي تعاني من تراجع أوضاعها الاقتصادية.
4• من جانب اخر لم يتمكن تنظيم القاعدة من استرداد مكانته وتصدر ما يسمى بالمشهد ((الجهادي)) خاصة خلال عام 2018 وذلك في ظل تمكن تنظيم داعش من مواصلة عملياته الإرهابية في عدد من الدول الغربية أما في المنطقة العربية فقد استمرت المخاطر النابعة من تنظيم القاعدة في كل من اليمن والصومال وليبيا . ففي اليمن يعاني تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تراجعاً واضحاً على الرغم من كونه أحد أخطر الفروع المرابطة باليمن خاصةً خلال العقد الثاني من القرن الحالي .
ويرجع ذلك بصورة أساسية إلى جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في محاربة هذا التنظيم الإرهابي من خلال تشكيلها عدداً من القوات الأمنية التي نجحت في طرده من مناطق تواجده في جنوب اليمن وقد ترتب على هذه الجهود انخفاض عدد العمليات الإرهابية التي قام بها التنظيم من حوالي (77) عملية عام 2016 الى حوالي ( 5 ) عمليات فقط خلال عام 2018 .
أما في الصومال فلا يزال الوضع الأمني متردياً إذ واصلت (حركة الشباب ) الصومالية عملياتها الإرهابية والتي تمكنت من استهداف وتصفية عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين في العاصمة الصومالية مقديشو وخارجها ولا تزال الجهود الامريكية في مكافحة التنظيم قاصرة في الصومال على الرغم من زيادة الضربات الجوية الامريكية التي تستهدف التنظيم هناك وما يزيد من صعوبة الجهود الرامية للقضاء على التنظيم قيام بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال (أميصوم) ببدء سحب قواتها من هناك في عام 2018 .

5• ما يؤسف له استمرار تورط بعض الدول الإقليمية في دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية حيث سبق وأن ذكر تقرير صادر من الأمم المتحدة أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال لديه ما يصل إلى (60000) ستون ألف مقاتل موزعين بين سوريا والعراق وتحاول إيران لملمة شتات تنظيم داعش وجيوبة في سوريا وإعادة دمجهم في تنظيم القاعدة مع العرض ان علاقة إيران بالقاعدة قديمة وتعود إلى عام 2001 أبان تفجيرات نيويورك حينما وفرت إيران الملاذ الآمن لقيادات تنظيم القاعدة الأم .
كما كشف خبراء لجنة العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على الصومال عن قيام حركة (الشباب) الصومالية المرابطة بالقاعدة بالتورط في عمليات غير مشروعة لتصدير الفحم التي منعت وحددت بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي عبر إيران إذ ينقل الفحم الى إيران ويتم إخفاء عوائده المالية هناك ووضع شهادات منشأ مزورة في انتهاك للحظر الدولي الأمر الذي يسهم في تمويل حركة الشباب الصومالية سنوياً بملايين الدولارات .

6• على الجانب الآخر فإن تركيا تواصل علاقاتها بالتنظيمات الإرهابية وهو ما اتضح في الاتفاق الذي أبرمته تركيا مع روسيا لإقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية حيث نص الاتفاق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب وعلى طول خط التماس بين قوات النظام وفصائل المعارضة بعمق يتراوح بين 15 _ 20 كيلومتر وأن تقوم تركيا بالإشراف على انسحاب المقاتلين المتشددين بما في ذلك (هيئة تحرير الشام ) المرتبطة بتنظيم القاعدة من تلك المنطقة وهو ما يكشف عن حجم النفوذ الذي تتمتع به أنقرة على هذا التنظيم ويلاحظ أن أنقرة قد سبق وأن أشر تورطها في دعم تنظيم داعش في سوريا والعراق منذ عام 2014 .
وفي ضوء ما سبق يتوقع أن يقوم تنظيم داعش بمواصلة عملياته الإرهابية مع تفاوت وضعه من دولة لأخرى ففي المغرب وتونس ومصر يتوقع أن تتراجع أنشطة تنظيم داعش وأن تزداد في سوريا والعراق وليبيا من جديد وهذا يعتمد على عوامل وأسباب ومسببات كثيرة داخلية وخارجية .
وبالمثل يتوقع أن يتزايد نشاط التنظيمات المرتبطة بالقاعدة خاصة في الصومال وليبيا وسوريا .

7• وعلى ضوء ما ورد أعلاه فأن التنظيمات الإرهابية بمختلف تسمياتها لا يزال لها وجود ونشاط على الأرض خاصة في العراق بالرغم من كونها فقدت الأرض التي كانت تمسكها خلال عام 2014 للأسباب التالية:-
أ • لحد الان لم يتم تجفيف منابع ومصادر تنظيم داعش الأرهابي لأنه لم يتم معالجة جذور الإرهاب والأسباب التي أدت الى وجوده .
ب• عدم توفر القيادة السياسية التي لها القدرة على معالجة المشاكل والتداعيات الكارثية منذ احتلال العراق عام 2003 ولحد الان .
ج• ضعف القدرة السياسية على تقديم مشروع مصالحة وطنية حقيقيه شاملة تعالج مشاكل الأجتثاث والأقصاء والتهميش والفقر والعوز والتهجير والنزوح وإبعاد وتشريد سكان بعض المناطق عن مناطقهم وفقدان العدالة وضعف الأمن والقانون والاعتقال والأختطاف والتغييب والكيديات والظلم وعدم أصدار عفواً عاماً عدى من تلطخة يدة بالدم العراقي.
د• ترهل وتداخل القيادات العسكرية والأمنية وتعدد مصادر القرار وفقدان المركزيه في اتخاذ القرار مما ادى الى عدم وجود التنسيق والتعاون بسبب غياب القيادة والسيطرة المركزية على تلك القوات مما ادى ذلك الى استغلال هذه الأمور من قبل الجماعات الإرهابيه .
ها• عدم المعالجة السياسية الجديه للمناطق المتنازع عليها بين اقليم كوردستان والمحافظات المتجاورة حيث انعكس ذلك إيجابياً لصالح التنظيمات والجماعات الإرهابية المختلفة بسبب عدم تحديد قواطع المسؤلية في هذه المناطق وتداخل القوات فيها وترهلها وعدم أحكام الثغرات والحدود الفاصلة وتركها سائبه بدون تعاون ووحدة القيادة وتنسيق وقيادة وسيطرة .
و• عدم الأهتمام بمبداء الأستخبارات أهتماماً علمياً مهنياً وعدم التنسيق والتعاون بين المواطنين والقوات المسلحة وكسب ودهم وأحترامهم وعدم استغلالهم وفرض الأتاوات والكيديات والاتهامات الكاذبة وأثارة حفيظتهم بوسائل مختلفه مما جعل بعض المواطنيين يتحول الى عدو أو حاضنه وملاذ آمن للجماعات الإرهابية وينبغي العمل على ان تسود المحبة والأخوة والتعاون بين القرات المسلحة والمواطنين ويجب ان يكون الهدف واحد هو العراق :وطن الجميع وحماية أمنه وسيادته مسؤولية الجميع عندها سيستقر الوطن وينعم الجميع .
وإلى الله ترجع الأمور

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

تعليق واحد

  1. ل..ر فيصل الارهاب تحول من الميليشيات الى اجهزة الدولة الأمنية .بسبب كثرة الشكاوي على الميليشيات واحتمال تفرض الامم المتحدة حل هذه الميليشيات والحاقها بالجيش والامن ..تيتيتي مثل مارحتي جيتي . الكفاح المسلح الحقيقي هو الحل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى