الخطأ في السياسة السعودية انها اعتادت الاتكال على امريكا في حماية امنها الوطني لذلك لم تحارب الحوثيين بشكل مباشر خوفاً من تقديم خسائر بشرية لهذا اجتهدت سياسياً ودبلوماسياً من اجل وضع الحوثيين على قائمة الارهاب في عهد الرئيس ترامب على أمل تأسيس تحالف دولي ضدهم على غرار التحالف الدولي ضد داعش بينما كان موقف ادارة الرئيس بايدن مخيب للامال عندما رفعت الحوثيين من قائمة الارهاب واكتفت بالطلب من السعودية شرائها اجهزة دفاعية لحماية اجوائها ومدنها من الصواريخ والطائرات المسيرة وهذا ما يؤكد ان امريكا والمجتمع الدولي المنافق الذي لا يعرف غير لغة المصالح غير راغبين في انهاء مشكلة اليمن لان لهم مصالح لا يمكن ان تتحقق الا باستمرار تصعيد الحوثيين ضد السعودية كونهم ورقة مساومة لا تخلو من فائدة مادية وسياسية تستخدم لأغراض الابتزاز، والاهم ورقة مساومة مع ايران في السماح لها في احكام قبضتها على اليمن مقابل التوقف عن تعنتها وقبول العودة الى طاولة المفاوضات .. مما يعني ان العيب في السياسة السعودية تبعيتها المطلقة للسياسة الامريكية ومسايرتها لها في السراء والضراء مما جعلت امريكا لا تبالي لمصالحها الوطنية لانها اعتادت على تلك التبعية التي اصبحت من ثوابت العلاقات السياسية ليس فقط بينها وبين السعودية وانما بينها وبين العرب وفق مقولة الرئيس الاسبق رونالد ريغن مصالحنا مع العرب لا تتأثر لا بالصداقة ولا بالخصومة لانهم ينفذون ما نريد .. لهذا دائما نجد المواقف الامريكية اتجاه العرب مخيبة للامال ابتداء من حرب 1967 ومساندتها لاسرائيل التي احتلت سيناء والضفة الغربية والقدس والجولان، بالاضافة الى خلق بؤر ساخنة في المنطقة لأجل استمرار الحروب من غير غالب ولا مغلوب لاستنزاف قدراتها وثرواتها كما هو الحال في سوريا وليبيا واليمن ناهيك عن احتلالها للعراق وتسليمه لايران لتطويق السعودية من الشمال والجنوب والشرق، بينما لو استخدمت السعودية منذ البداية العين الحمرا واتخذت مواقف الند كما تفعل ايران اليوم لما استهانت الادارات الامريكية المتعاقبة بحلفائها المقربين، ولكن يبدو السعودية اليوم نفذ صبرها بعد استمرار الحوثيين باطلاق الصواريخ الايرانية والطائرات المسيرة على المدنيين والمدن الآمنة التي اعتبرتها خط احمر مما ردت بشكل مكثف خصوصا بعد معركة تعز دون مبالات للموقف الامريكي لانة كل ما كلف وزير الدفاع الامريكي نفسه برد مخجل على تمادي ايران بقوله نأمل ان تفعل ايران الاشياء الصحيحة، قرت عيناك الزرقاوان على هذا التصريح المخجل امام نعيق ملالي طهران وتجاوزاتهم بارسال الاسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة للحوثيين التي تطلقها على الموانئ والمطارات والمنشآت النفطية السعودية، لذلك اصبح واضحاً ان امريكا باتت تستخدم الحوثيين ورقة ضغط لشيطنة السعودية خصوصاً بعد حملاتها الاعلامية في التباكي على مقتل جمال خاشقجي الرديف الثاني لأحمد الجلبي في العمالة لتفتيت مجلس التعاون العربي وفض التحالف العربي وابعاد التقارب مع مصر كأن الدبابات والطائرات والصواريخ الامريكية كانت تنثر الورود على افغانستان والعراق وسوريا ومناطق مختلفة من العالم.
واخيراً لأجل الحفاظ على الامن القومي العربي لابد من اتخاذ موقف عربي موحد ضد تدخلات ايران وذيولها في المنطقة وعدم السكوت على التراخي الامريكي على حساب المصالح العربية.
1٬202