بالمسار الاستخباري الخاص فان عملية قتل المجرم سليماني تعد قمة في المتابعة و الدقة وتحتاج الى شبكة معقدة من عدة أطراف استخبارية في كل من لبنان وسوريا والعراق وادارة عمليات لديها غرفة اتصالات محكمة ومتعددة كي تضبط كل هذه التوقيتات وتنفيذ العملية من أقصى ارتفاع بالجو كي لا يمكن سماع صوت أو رؤية الطائرة المغيرة . ويبقى السؤال الذي يمكن أن يطرح الان هو هل فعلا كانت أمريكا تمتلك كل هذه الامكانات والاستحكامات كي تنفذ مثل هذه العملية الدقيقة بسرعة خيالية ردا على اقتحام قنصليتها من قبل غوغاء الفرس وعبيدها ؟ وهل أن ترامب حين هدد و قال ان كلامي تهديد وليس تحذيرا ووعد بالرد السريع لأنه على علم و تنسيق مسبق مع ايران كي يتم الاتفاق والتنفيذ بهذا الوقت الذي حصل ؟؟ .
رسائل تنقل بين الطرفين الامريكي والفارسي بواسطة سفارة سويسرا لا نستبعد ان تكون تحمل الخطة أو طلب قتله ومعلومات تواجده وترحاله كل ما يتطلب هوطرف ناقل بوزارة الخارجية الايرانية وبعلم وزير الخارجية أو أن يأتي موظف من سفارة سويسرا لاستلام الرسالة من الوزير نفسه التي تم كتابتها في اروقة مقربة من خامنئي أو حسن روحاني ..
لكن يبقى السؤال هو لماذا ترغب ايران بقتل سليماني ؟.. لقد أصبح معلوما ان قاسم سليماني قد ارتقى الى مناصب مقربة جدا من صنع القرار الفارسي وأصبحت معظم الفايلات المهمة بيده فهو يدير عملائها في بلدان مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن و هو المسؤول عن قتلة المتظاهرين في العراق وايران والاهم من ذلك أصبح يتردد اسمه على انه سيكون الرئيس القادم لجمهورية ايران الفارسية وبالحالة هذه لا نستبعد أن يكون لحسن روحاني ضلعا بهذه المكيدة أو أي مرشح محتمل لرئاسة ايران.. سبب رئيسي اخر وهو الكشف عن عدة تقارير سرية تثبت علاقة سليماني الوثيقة بالقاعدة وبالتالي داعش من خلال تمويلهما وتزويدهما بالمقاتلين مثلما فعلت تركيا حيث كانت المعبر الرئيسي للمقاتلين وبالرغم من خسارة ايران لقاسمي من خلال معرفته للجم الهائل من المعلومات الاستخبارية والعلاقات الدولية فأن حمله لكل ذلك ايضا له مخاطره السياسية والامنية بحيث قد يكون مقتله هو قبر كل تلك الارتباطات ومحو دليلها ..ايضا تناقلت الاخبار عن تصريح لمقدم برامج سعودي قبل اسبوعين عن احتمال قتل سليماني لهذه الاسباب التي قلناها وطلب أن يتم القاء القبض عليه حيا بسبب جم المعلومات الهائل التي يمتلكها بحيث يجري استنطاقه والحصول على هذا الكنز الذي قبرته معه أمريكا بضربتها الصاروخية لكن تبقى الوثائق الله يعلم أين وضعت ؟ ..بمكتبه أو بأماكن متعددة أو في مكان سري لكي يحمي نفسه و يهدد الاخرين بها كما يفعل عبيده وذيوله في العراق المشاركين في العملية السياسية للمحتل . المهم لدينا بعيدا عن كل هذه التسائلات أن أقذر إنسان مجرم قد تم التخلص منه وان الشعب في سوريا والعراق و حتى ايران قد أسعدهم ذلك بحيث ارتفع سعر الخرفان والبقر في العراق نتيجة إقبال الناس على ذبح نذورهم لموت المجرمين و توزيع البقلاوة في سوريا ولبنان .أما انا فقد كنت قد نشرت باني سأقدم هدية مقدارها عشرة الاف دولار لمن يقتل هذا الطاغية السفاح لن أقوم بتقديمها لترامب طبعا !! .. لأن الأمريكان هم من يتحملون كل الكوارث التي أصابتنا !!!.
الانظمة القذرة تسعى دائما لتصفيه عملائها عند أول خطر يمسها أو يفضحها .. يبقى أن مقدم البرنامج قد أشار الى مشاركة سليماني اسراره مع عضو الارتباط ابو صماخ المالكي ابو خشم! .. فهل ستقوم أمريكا بإلقاء القبض على المالكي وتسليمه للشعب العراقي أم
سيكون الهدف الثاني لها أم أنه سيختفي أم تستطيع المقاومة العراقية من أسره وفضح كل الاسرار .. الله أعلم
946
تعليق واحد