الأفعال المجيدة والعمل الخير
والأعمال الكبيرة والعظيمة هي الطريق الوحيد لتخليد البشر والأمم. أما الأعمال المشينة وأعمال الرذيلة كالظلم والاستغلال والاضطهاد وإذلال البشر وعدم احترام الشعوب والأمم ونهب الثروات فهي من أعمال الشيطان فلا تسهم في تخليد أحد، بل على العكس تسجل وصمة عار في جبين تلك الشعوب، التي تُمارس مثل هكذا اعمال، والبشرية لا تحترم هكذا أمم والتاريخ لا يكتب عنها سوى الْخِزْي والعار.
إن الأمم، التي تمتلك حضارات راسخة وعظيمة هي التي تذكر وتخلد، كحضارة وادي الرافدين والفراعنة في مصر.
فالحضارة مجموعة نظم قيمية ومادية في الوقت نفسه، وهي قيمية بالدرجة الأولى وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهذه المنظومة القيمية لن تتشكل في الزمكان المحددين. وإنما هي نتاج التطور التاريخي لما سبقها من حضارات، فمثلاً، الحضارة العربية الإسلامية هي ليست وليدة وقتها، وإنما هي خلاصة للتطور التاريخي لحضارات سبقتها في الأرض العربية. وهكذا تنمو وتتشكل الحضارات وتنمو وتتطور معها مجموعة النظم القيمية والمادية.
فالولايات المتحدة الامريكية تفتقد العمق الحضاري التاريخي فهي لا تمتلكه. ولكن لأسباب موضوعية وذاتية تمكنت من تأسيس مجموعة نظم مادية، وبخاصة بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهذه المجموعة من النظم المادية لم تستند على مجموعة نظم قيمية. ولن تتمكن أمريكا من خلق نظم قيمية لتدعم جانبها المادي بسبب تشكيلتها الاثنية والدينية. فهي لن تتمكن من خلق حالة توازن بين ما هو مادي وما هو معنوي وروحي وهي بذلك فقدت جانبها الإنساني.
أمريكا لأنها لا تمتلك مجموعة النظم القيمية تفعل كل ما هو مشين من دون حياء، منطلقة من مبدأ
الغاية تبرر الوسيلة المبدأ الميكافيلي المعروف. وتطور الحال بهذا البلد من دون مبادئ إنسانية ومن دون احترام للآخرين المهم مصالحهم الأنانية الضيقة.
وقدتعزز هذا، بنحو جلي، عبر تاريخ هذا البلد من خلال ممارساته اللااخلاقية داخل بلده واضطهاده العنصري للأفارقة ولكل عنصر لم ينتم إلى الإنكلوسكسون وخارج بلدهم من خلال الحروب، التي شنوها على العديد من بلدان العالم.
فقد استهدفت امريكا عند غزوها للعراق النسيج الاجتماعي والعقائدي للشعب العراقي وعمدت إلى تهشيم المنظومة القيمية المتمثلة بالعادات والتقاليد الراسخة، منذ آلاف السنين فقد تهشم كل شيء في بلدي واخطر ما تهشم فيه الإنسان، الذي
فقد قيمه وإنسانيته. ومبادءه. وكل شيء حتى دينه.
فأصبح يكذب ويسوغ كذبه.. يراوغ.. يسرق.. يقتل.. لا يعرف معنى الحب.. يكره.. يحسد.. يفعل كل ما هو فاسد ومعيب.. لقد تشوه الإنسان ونحن بين هذا وذاك بين الشر والخير بين الخطيئة والصواب بين الكراهية والحب بين هذه التناقضات اللعينة كلها.
ماذا نفعل.. إلى أين نتجه وكل شيء من حولنا فاسد ومشوه والأكثرية تتجه نحو ما هو مادي ويتركون ما هو معنوي واعتباري ينسون عمل الخير، الذي قدمه لهم المجتمع، ينسون ما فعله المجتمع من اجلهم وما بناه كي يحصلون على دخول يسدون بها رمقهم ينسون الرعاية الأبوية والأخوية أمام مغريات الحياة المادية التافهة يالهذه الحيرة ويا لهول هذه المأساة الشنيعة، التي نعيشها وأين المخرج من هذه المعادلات المقيتة. تصورا ان بعضهم يشجع على الانحراف ويقولون انحرفوا وإلا ستموتون من الجوع.، هل وصل الأمر بِنَا إلى أن نختار الانحراف حتى نعيش أم المطلوب ان نتمسك بالمبادىء والقيم العليا لندحض الانحراف والتضليل والكذب ونعمل بكل جهد من اجل بناء جيل يتمسك بالمبادىء والقيم العليا. هل أصبحت الأمور هكذا ما هذا الذي نعيشه ونسمعه كل يوم من الذين يحيطون بنا ما هذا الجنون وما هذا الانحراف.. هل اصبح كل شيء بالمقلوب وهل سياتي اليوم على بلدنا ان يصبح المقلوب صحيحا.
ان الصمود والتمسك بالمبادىء والقيم العليا، التي تربينا عليها طيلة قرون من الزمن برغم الثمن الباهض الذي يكلفنا ذلك الصمود من وضع نفسي وصحي ومادي وجهد. الا انه سينتصر في النهاية.
ان هذا الصمود لا تجده الا عند الرجال المؤمنين الصادقين مع أنفسهم والثابتين على الإيمان ولا تهزهم المحن والشدائد، بل تزيدهم إيمانا بالله والعقيدة والوطن والشعب.
هذا النوع من الرجال هم الباقون وليس أنصاف الرجال الذين تهزمهم أبسط الأمور ويتخلون عن مبادئهم وقيمهم وحتى دينهم يتخلون عنه.
هؤلاء أنصاف الرجال الذين يتخلون عن كل شيء من اجل حفنة من الماديات ويبيعون اوطانهم من اجل إشباع رغباتهم الرخيصة.
وها هم شباب العراق ينهضون من جديد ويحملون معهم كل ما يملكون من إرث حضاري عميق الجذور ويقفون بكل شجاعة واباء ويطالبون بحقوقهم المشروعة.. يطالبون بالعودة إلى وطنهم بعاداته وتقاليده وكل منظومة قيمه المادية والمعنوية من اجل مستقبل زاهر.
وثورة حتى النصر.
745