كنت واحدى الناشطات الكريمات ( …. ) قد تبنينا الدعوة لاقامة مظاهررات سلمية في كل عواصم دول أوربا بيوم واحد الغرض منها إظهار للرأي العام العالمي مساوئ الاحتلال ورفضنا لحكومات الفساد التي جاء بهما الاحتلال الامريكي الفارسي ولكل ما صاحبها من قتل وتدمير وتهجير وهذا المقال يلقي الضوء باسلوب او باخر على ما جرى..!
الفرد بالمجتمع غالبا ما يشعر بالحاجة إلى الانتماء والقبول في مجموعة اجتماعية معينة أو أكثر يتم التركيز فيها على تحقيق حاجاته وغاياته الاجتماعية والدينية يهدف لتحقيق الذات أو المكسب النفسي أو المكانة المرموقة بين اقرانه لذلك يسعى الكثيرون على تحقيق انجازات فردية او جماعية لا يستطيع غيرهم تحقيقها بينما ينطوي الاخرين متفرجين او معجبين .. ذلك لان الله خلق الانسان (بطبعه ) أجتماعيا الفردية فيه تسعى للالتقاء فيما بينها لتكوّن مجتمع ما ,
هل تعلمون ان اكبر عقبة امام الانسان هي الخوف ؟ والخوف بانواعه يشكل عقبة كبيرة لدى العراقيين بحيث تشل حركته وعقله وتحيد به عن معرفة حقائق الامور وتجلياتها والا مالسبب الوجيه الذي يمنع عراقي ان يخرج في مظاهرة يشجب الاحتلال أو الحكومة الفاسدة ؟ .. تعودت ان ابقى أحيانا وحيدا لعدة ساعات اقضيها بمتابعات للاخبار او الافلام او الكتابة والاطلاع على الاشياء وتبقى نفسيتي معتدلة , لكني لاحظت في عدة مرات مثلا حين يتصل بي موظف توصيل الطرود الذي يعطيني موعدا ليحضر الى بيتي كي يسلمني الطرد من الساعة الثامنة الى الساعة الواحدة ظهرا رغم انني يأست من محاولة اقناعه تقليل هذه المدة دون جدوى من انني اشعر بالضيق والملل المصاحب للخوف رغم انني أمارس نفس النشاطات في الايام العادية التي أكون فيها وحيدا باختياري ,الخوف من ان لا يأتي اليوم فيعيد حبسي منتظرا اياه مرة أخرى غدا !.. من هنا حاولت معرفة ماالذي يخاف منه العراقي فيرفض المشاركة في مظاهرة مكفولة الامان ومحمية من الشرطة ومرخصا لها ..وجدت ان للخوف انواع تبدأ من خوف بسيط الى مرعب ..لكن كلها تؤثر على نفسية الفرد وتؤثر فيها سلبا. قلنا ان لكم كل الحرية في اختيار الطريقة المناسبة التي تجعلكم تشاركون بتظاهرة من أجل العراق لكنكم اثبتم انكم اعداء لهذه المشاركات ووضعتم الشروط والمخاوف والمبررات وكلها تتناغم مع اعداء العراق في عدم اثارة القضية دوليا او جماهيريا . دعونا مستقبلا نعمل بطريقة التركيز الايجابي على القوة الفردية لتعزيز مساهمته الجماعية فالمصلحة مشتركة .لاننا لا نمتلك امامنا الا خيارا واحدا وهو وجوب الاستمرار بمقاومة أعداء العراق من محتلين وخونة وعملاء ولصوص وكل الفاسدين.
أقول على الفرد المنعزل عديم الفعل الذي يعتبر نفسه مفيدا او يمكن ان يكون مفيدا لمجتمعه التسلح بالارادة الحقيقية في التغيير استنادا للتناغم مع بقية الافراد والمكونات من احزاب ونقابات وجمعيات او تجمعات عشوائية.. وبدون ذلك فاننا سنظل نراوح في مكاننا واحدنا يرفض الاخر ويقف ضد دعواته. رغم انني أرى أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة رمي العمايم في الارض والدوس عليها لان الشعب قد مل اتباعهم بالطريق المسدود وبالتالي علم انهم سبب مشاكل العراق ,
أعلم أن تأثير الإشادة يكون أكثر تحفيزاًعلى المدى الطويل من تأثير اللوم المستمر ولكن ليلبي الافراد التمرد على العمايم الفاسدة التي دمرت العراق وليلبوا دعوات التظاهر التي تخدم بلدنا وسنفتح قريحتنا بالاشادة والاعجاب بكم !!
المزاجية العراقية للاسف ترفض تغيير الذات رغم كل ما تحصل عليه من رؤى ولمس وتعايش من معلومات حقيقية وأطمئنان لذلك نرى باستغراب بعد كل سنين الضياع التي عاشها العراقيون منذ 2003 لليوم هناك من يمجد بالسلطة الفاسدة لحد العفن التي جاء بها الاستعمارين الامريكي والفارسي , كذلك العراقي الذي يعيش بالخارج حين يرفض المشاركة بأي تظاهرة أو نشاط تعود فائدته لبلده ! لماذا ؟, لانه ايضا يرفض تغيير ذاته وشخصيته المزاجية التي هي عدوته شخصيا دون ان يعي ذلك ربما ! (لا بد ان يخرج العراقي من صمته والا ضاع وضاع معه الجميع ) ولذلك مرحليا فلن تحدث مظاهرات كما دعينا لها ولهذه الاسباب التي ذكرناها اعلاه وفي مقالات سابقة وسنترك الامور لتحديد موعد اخر للاخرين الذين ربما يحبون ان تنسب الاعمال المفيدة لهم فقط والذين يحبون ان يحمدوا على ما لم يفعلوا! وسنشارك نحن بكل ما ينفع عراقنا ..اذن لا مظاهرات في أوربا في 10/8/ 2019 !! .. وليطمئن من وقف ضدها ولينام رغدا فما فاز الا النوام.!
892