1• لقد نجحت الولايات المتحدة الامريكية قبل (18) عام في تحريك الجيوش لأحتلال العراق وحققت أنتصاراً عسكرياً مباشراً . ولكن الرؤية الامريكية الأستراتيجية في العراق تخبطت كثيراً وطويلاً وكان عنوانها ((الفوظى الخلاقه)) وكان هذا العنوان طاغياً بحيث كان تفكيك عناصر ومكونات الدولة العراقية أسهل بكثير من بناءها . وأدى ذلك الى أن يصبح العراق أسيراً للعنف والمليشيات الطائفية والجماعات المسلحة الأرهابية وبأجندات مختلفة ورافق ذلك تدمير كامل للمؤسسات العراقية وانعدام الأمن والخدمات والفوظى العارمة في عموم العراق .
2• أمتداد لما حصل في عام 2003 أستمرت الأخفاقات والأخطاء الأستراتيجية الكبرى من قبل اميركا في العراق والتي بنيت أصلاً على استراتيجية خاطئة حيث بنيت على رد الفعل فقط وعدم اعطاء العراق الأهمية والقيمة الأستراتيجية الحقيقية من ناحية موقعه وشعبه ومواردة وثرواته الهائلة . وذهبت اميركا عكس ذلك الى التركيز على الأعداء الخطأ الأفتراضيين في العراق وتركت الأعداء الحقيقيين للعراق وأميركا في المنطقة مما أدى ذلك الى خلق أعداء لأميركا حقيقيين في بعض محافظات العراق حيث كبدت القوات الأمريكية خسائر بشرية ومادية فادحة وكل ذلك حصل نتيجة عدم فهم وإدراك حقيقة الشعب العراقي وتاريخة ومزاجه وعاداته وتقاليده وهذا يؤكد عدم وجود دراسة او مشروع او خطة لأدارة شؤون العراق ما بعدت الأحتلال وكذلك وبنفس الوقت فشلت اميركا في فهم الأهمية العسكرية الأستراتيجية الكبرى للعراق وموقعه المهم ودوره في جلب الأستقرار والأزدهار والأمن لعموم المنطقة ولا غرابة في ذلك بأن العراق هو الحامي الحقيقي للبوابة الشرقية للوطن العربي ويهيمن بموقعه على الأتجاهات الأربعة في العالم لذلك كانت مخرجات احتلال العراق وماحصل من فوضى امتدت تداعياتها الى ليبيا وسوريا واليمن ولبنان والحبل على الجرار .
3• اليوم وبالمنظور العام لا توجد ملامح استراتيجية واظحة المعالم والدلالات للولايات المتحدة الأمريكية سواءاً في العراق او الشرق الأوسط بالرغم من تصريح الرئيس الامريكي بايدن (ان عيننا على العراق والمنطقة ) ولكن ظاهرياً نرى عكس ذلك بأن اميركا تتجه الى فكرة الأنسحاب العسكري من العراق لا بل عموم المنطقة وهذا طبعاً لمصلحتها الخاصة ولأسبابها وظروراتها على المستوى الجيوسياسي والجيواستراتيجي بالرغم من ان ذلك الفراغ العسكري الأمريكي سيؤدي ويدفع ويشجع ويمكن جهات ودول اقليمية فاعلة لتشغل هذا الفراغ وتمدد نفوذها بشكل كبير ومخيف وخاصة ايران أولاً وتركيا ثانياً لذلك وعليه نرى ان اميركا أوكلت قيادة القيادة الوسطى العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط الى إسرائيل لغرض ايجاد بديل عنها في المنطقة وخاصة بعد اتفاقيات التطبيع الجديدة مع بعض الدول العربية ( الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان ) وثم لغرض ان تتفرغ اميركا الى مهام سياسية وعسكرية جديدة على مستوى العالم من جانب المحور الصيني الروسي الأيراني ومهام أخرى .
ولكن مع كل هذه الدلائل والمؤشرات من الجانب الامريكي في العراق والشرق الأوسط ينظر لها الخبراء السياسيين والعسكريين بأنها قد تكون إجراءات تكتيكيةتخدم الأجراءات والمهام الأستراتيجية السياسية والعسكرية على المدى المنظور فرظتها بعض المعطيات والتحديات والغايات والأهداف المرحلية والمستقبلية من وجهة نظر الاستراتيجية الامريكية . وينبغي ان نتفق ان سياسة الرئيس بايدن وإدارة البيت الابيض الامريكي الديمقراطي هي ليس كغيرها بما يمثلة السيد بايدن من شخصية سياسية مخظرمة تدرك بشكل كبير ما تقوم به لذلك اعتقد ان وصول بايدن الى كرسي الرئاسة الأمريكيه هو لم يكن أستحقاق انتخابي وأنما كان ظرورة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في العالم لمواجهة المشاكل والتهديدات والتحديات الكبيرة والخطيرة على المستوى الجيوسياسي والجيو استراتيجي وهذا ما تريده وتسعى له الحكومات والوبيات والمنظمات العميقة والمخفية التي تدير السياسة العالميه في اميركا وإسرائيل والدول الغربية .
وما يهمنا هل ان هذه السياسات والاستراتيجيات تصب لصالح بلدنا العراق والشعوب العربية ؟.
هذا ما سوف نتطرق له في المبحث الثاني أن شاء الله تعالى