بهدف محاولة اظهار إيران نفسها بأنها ما زالت هدفا مستمرا للتجسس وللارهاب الاسرائيلي ،وفي اطار التنافس لتسجيل نقاط لصالح وزارة المخابرات الايرانية في صراعها مع الأجهزة الإيرانية الاستخبارية الاخرى؛ لاسيما التابعة للحرس الثوري الايراني
زعمت وسائل الاعلام الايرانية اعتقال جهاز المخابرات في محافظتي سيستان وبلوشستان شرقي إيران، ـ3 جواسيس لـ”الموساد” الإسرائيلي
وأوضح البيان أنّ “عملاء الموساد المعتقلين على علاقة بنشر بعض المعلومات والوثائق”.
يذكر انه وفي شهر
مارس الماضي، أعلنت مديرية المخابرات الإيرانية في محافظة أذربيجان، تفكيك شبكة تجسّس تعمل لصالح “إسرائيل” غرب إيران. وكشفت المديرية أنّ شبكة التجسّس كانت تجنّد أشخاصاً “لتنفيذ عمليات تخريبية داخل ايران ، و أنّ “ضباطاً في الموساد حاولوا الوصول إلى أجهزة الطرد المركزي من نوع ir6 في منشأة فوردو النووية”.
ووفق المعلومات التي تم تسريبها للاعلام ، فقد “جنّد الموساد أحد جيران عامل في منشأة فوردو، بحيث تم تدريبه وتسليمه تجهيزات خاصة”، وأن “الشبكة كانت تخطط من أجل تنفيذ مخططها قبل عيد النوروز”، واضافت التسريبات ان “أعضاء شبكة الموساد تمّ إلقاء القبض عليهم من جانب استخبارات حرس الثورة الإيرانية”، مؤكداً أن “جميع الدفوعات للمجندين تمّت عبر أموال نقدية تجنّباً لتعقّب مصادرها وكيفية دخولها “.
يذكر ان التسريبات الاعلامية السابقة كانت قد اشارت الى ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد وأجهزة الاتصالات المتطورة والمعقدة.
تشكل هذه المعلومات ومحاولة تسريبها الى الاعلام عملية تصعيد نوعي ايراني ضد اسرائيل، بهدف ترسيخ معادلة الردع عبر استخدام هذه التسريبات وتوظيفها مستقبلا لمحاولة التصعيد ضد تل ابيب عبر وكلاء طهران في المنطقة .
لاشك بأن توقيت الاعلان يعكس كذلك محاولة طهران لممارسة المزيد من السياسات التصعيدية الاعلامية ؛خاصة ضد دول الخليج الطامحة لتطوير علاقاتها مع اسرائيل خصوصا في مجال الامن والاستخبارات ، حيث يشكل هذا الاعلان محاولة لاستعراض قدرات اجهزة المخابرات الايرانية على كشف عملية التجسس والتخريب والقدرة على رصدها ومتابعتها .
يحتمل ان زعم كشف طهران عن شبكة التجسس الاسرائيلي قد يتبعه اعلانها تفكيك المزيد من الشبكات التخريب ربما للارتباط فيما بينها، كذلك من المحتمل استمرار الحرس الثوري من حالة التأهب والاستعداد عبر تكثيف عملياته العسكرية والامنية مستهدفا المحافظات الحدودية لاسيما الكردية والسنية التي يزعم دوما اعلان اجهزة الاستخبارات الايرانية تفكيك هذا النوع من الشبكات التجسسية.
كذلك قد تمهد عملية القبض على هذه الشبكة الحصول على معلومات من شأنها الكشف عن خيوط العمليات التخريبية داخل ايران ، بهدف إرسال رسالة ردع لأجهزة الاستخبارات الأجنبية لاثبات قدرات اجهزة الاستخبارات الايرانية رغم الظروف الاقتصادية والاجتماعيةوالسياسيةوالامنيةالصعبة التي تعيشها ايران.