وسائل التواصل الاجتماعي الإيراني : ظريف يضيع وقته في بغداد وواشنطن مستعدة لشحن حكومة المنطقة الخضراء والزج بهم في غوانتانامو

قال وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” إن طهران تريد توقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج،  وقال “ظريف”  خلال لقائه مع نظيره العراقي “محمد علي الحكيم” إن إيران ستدافع عن نفسها ضد أي حرب اقتصادية وعسكرية، و أن الشعب الإيراني  يقف معنا بكل ما أوتينا من قوة ومنعة ، مشدداً بأن إيران تريد إقامة أفضل العلاقات مع جيرانها في منطقة الخليج ، وأشار بأن  إيران قد عملت لغاية اللحظة وفقا لتعهداتها التي تجلت في التقارير الأربعة عشر الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة النووية، وأضاف  بالنسبة للإجراء الإيراني الأخير فلا يعني بالضرورة انسحابها من الاتفاق النووي، إنما يعني تنفيذ الحقوق الإيرانية التي نصّت عليها بنود الاتفاق النووي والبند 36 من هذا الاتفاق. نريد من الدول الأوروبية وباقي الدول الأعضاء العمل بمقتضى التزاماتها، ولطالما أنها لم تفِ بهذه الالتزامات، وبقيت جهودها تهدف إلى الحيلولة دون حدوث توترات ، فهذا في الواقع أفضل سبيل للإبقاء على الاتفاق النووي. وهذا في الحقيقة يتطلب عملاً حقيقياً لتنفيذ ما التزمت به هذه الدول تجاه إيران والعمل بالتالي على إرجاع العلاقات الاقتصادية مع إيران إلى طبيعتها الاعتيادية، إلا أن هذه الدول وللأسف الشديد نقضت هذه الالتزامات على مدى السنوات الثلاث التي مضت، وجاء هذا النقض نتيجة لاستمرار الضغوطات التي مارستها الولايات المتحدة عليها.. انتهى الاقتباس من حديث كلام وزير الخارجية الإيراني ظريف .

من جانبه أكد وزير الخارجية العراقي “محمد علي الحكيم”، على أن بلاده لا تقبل بهذه الإجراءات أحادية الجانب التي اتخذتها أمريكا تجاه إيران، كما أكد على أن العراق سيقف إلى جانب إيران،  لقد أوضحنا وبكل صراحة أننا نعارض هذه الإجراءات أحادية الجانب التي اتخذتها أمريكا تجاه إيران، كما أننا لا نقبل بهذه المواقف الأمريكية تجاه إيران، كما أننا سنقف إلى جانب إيران ، وأضاف  إذا ما طلب من العراق لعب دور الوسيط بين إيران وأمريكا، فإننا سنسعى إلى الحيلولة دون حدوث صدام عسكري، كما أننا سنقف إلى جانب المحادثات سواء كانت بطريقة مباشرة أم غير مباشرة،كما أننا سبنذل جهودنا التي تهدف إلى التعاون مع الدول العربية المطلة على الخليج وسائر الدول العربية الأخرى بالإضافة إلى الدول الأوروبية. كما أسلفت مسبقا فإننا سنقف إلى جانب الجارة إيران، لكوننا نعتقد أن هذا الحصار لن يفضي إلى نتيجة قط، وأوّد هنا الإعلان بصراحة أن الشعب الإيراني قد تضرر نتيجة هذا الحصار وسنقف بطريقة أو بأخرى أمام هذا الحصار،  وسنبذل جهودنا التي تهدف إلى مساعدة إيران في ظلّ هذه الظروف الراهنة.

بعد هذا العرض المقتضب لكلام الوزيرين ، فهل نجحت هذه الجولة التي قام بها وزير الخارجية الإيرانية في الأيام الماضية، سيما تلك الزيارة التي قام بها إلى العراق والتصريحات المندفعة من جانب وزير الخارجية العراقي للتعبير عن حجم الدعم لإيران ؟

المؤكد أن طهران تحاول توظيف دبلوماسية التهدئة والحرص على عدم مواجهة واشنطن  في هذه الأيام، وهذا بطبيعة الحال ما عنته الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الإيرانية إلى العراق ، وإيفاد مساعديه إلى الكويت وقطر وسلطنة عمان  ، وزير الخارجية الإيراني من خلال الحديث الذي أدلى به  أكد على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، إلا أن حديثه الذي أدلى به في الأيام الماضية لا يتوافق بأي حال من الأحوال وطبيعة السلوك العملي لإيران ، فقد سبقه  خلال الأسبوعين الماضين مزيدا من التوتر ، والتي  نشأت من خلال قيام  قوات الحرس الثوري الإيراني بتزويد بعض خلاياه النائمة القيام بعملية نوعية  استخدمت فيها  ألغام مغناطيسية مدمرة في الهجوم الذي شنته  على أربع ناقلات نفط  كانت متواجدة في ميناء الفجيرة الإماراتي، ما استدعى قيام واشنطن بتعزيز وجودها العسكري في  المنطقة، ومما يبدو أن إيران الآن بدأت تنسحب أمام هذه القوات خشية من مغبة حدوث اشتباك عسكري معها،ولذا فمن الطبيعي أن يقوم وزير الخارجية الإيراني بلعب دور مهم ليتسنى له طرح مشروع السلام والأمن في المنطقة عنوانه توقيع اتفاقية عدم اعتداء مع دول الخليج العربي ، وكأن  هذه الدول بمثل هذه السذاجة للتلفت إلى مثل هذه التصريحات الفارغة  ،  فهذا الطرح الإيراني لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع الأعمال العدائية  التي تقوم بها إيران في المنطقة، أما تصريحات وزير الخارجية العراقي الداعمة لإيران ، فقد قوبلت بالسخرية والاستهزاء على وسائل التواصل الإجتماعي الإيراني  بشكل واسع ، التي وصفتها بالفارغة والخالية من المضمون ، متهمة ظريف بإضاعة وقته  لأن ساسة  العراق لايمتلكون سوى إطلاق الشعارات  ، وفي حال تجاوزوا  عن الدور المرسوم لهم  لن تتكلف  واشنطن كثيراً  بحمل حكومة المنطقة الخضراء  دفعة واحدة على متن أحد الطائرات الأميركية  والزج بهم في  معتقل غوانتانامو .

أمام هذه التطورات وغيرها فقد شهد الأسبوع الماضي  تماس بين القوات الأمريكية وقوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، جعلت رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي يوجه تحذيراً عبر رسالة مباشرة تم إبراقها إلى  الجنرال  قاسم سليماني محذرة  من تبعات أعماله الصبيانية   ، ومتوعداً إيران برد قاسي في حال تكرار ذلك . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى