استمراراً لانتقاد سياسات النظام في الفترة الأخيرة ؛ حملت وسائل اعلام محافظة سياسات حكومة روحاني السابقة الاقتصادية والسياسية مسؤولية الانهيار في كافة المجالات، حيث ركزت تحليلاتها على ان الرؤية المستقبلية لا تبدو جيدة بسبب تراكم السلبيات والاخطاء الكارثية خلال فترتي حكم الرئيس روحاني؛ مما ادى الى هذه النتائج التي قد تنذر بانفجار الوضع الاجتماعي ، معتبرة العقوبات الأمريكية ليست السبب الوحيد في تردي الأوضاع في إيران.
بل عدم وضع استراتيجية واضحة للحد من تاثيرات عدم الانضمام لمجموعة العمل المالي “FATF” ،والتي تعتبر أحد العراقيل الاقتصادية التي تواجه اصبحت إيران، و أدت إلى تجميد أموالها في بعض الدول ،حيث لم تستطع ايران استرداد جزء كبير منها بسبب عدم قدرة حكومة روحاني التفاوض بحكمة واقتدار ؛اضافة الى ان بعض الدول مثل الصين والهند لا تدفع لإيران أموالاً مقابل صادرات إيران؛ بل ولا تعطي إيران السلع التي تحتاجها حيث تقايضها بسلع تختارها بنفسها، وتفرضها على إيران.
الثابت الان في الاعلام المحافظ هو محاولتها تحميل حقبة روحاني مسؤلية ما يجري الان من تداعيات واثار اصبحت تعصف بالدولة والنظام ؛خاصة أن إيران باتت تواجه انهياراً اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، في الوقت الذي تواصل العملة الوطنية رحلة انهيارها ، معتبرة ان السياسات الخارجية السابقة هي التي لم تراع المصالح القومية، مما ضاعف من سوء الإدارة ،وفاقم مشكلات الدولة على الصعيد الخارجي، والتي باتت نتائج تتضح الان اكثر من اي وقت مضى .
بموازاة ذلك تشهد مواقع التواصل الاجتماعي حملة مضادة معتبرة ان النظام الايراني والجناح المتشدد يتحمل جزءا كبيرا من المسؤلية وليس روحاني وحكومته ،مؤكدين على ان العلاقات مع أمريكا تعتبر واحدة من أهم مشكلات إيران اليوم ،وهي باتت قضية تطرح بقوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،حيث تعزي ذلك الى سياسات ايران غير المتزنة والتي بدأت باقتحام السفارة الأمريكية،والتصعيد الثنائي و الاقليمي معها كان احد اهم اسباب التونر معها ،مطالبين صاحب القرار الايراني بالتطبيع مع واشنطن ،وافتتاح سفارة أمريكية في إيران وسفارة إيرانية في واشنطن دون أي تفاوض من خلال وسطاء ، وعدم الاعتماد على إجراء مفاوضات غير مباشرة بين البلدين بوساطة أطراف أخرى لان ذلك يعتبر مضيعة للوقت .
بالاضافة الى ان وسائل التواصل الايراني باتت تضج اليوم منتقدة سياسات حكومة رئيسي الحالية، معتبرين انه لا توجد في إيران سياسة أو نموذج جدي، فلطالما نسمع عن المقاومة والاقتصاد المقاوم، ولكن في مواجهة ماذا؟ ماهي أهداف المقاومة؟ هل مضينا قدماً في داخل إيران ومن أجل شعبنا لكي نسعى لتنفيذها في العالم؟ نتحدث جيداً، ونعمل العكس -كما يضيف رواد مواقع التواصل الاجتماعي- متهمين ان التركيز على الإنتاج الوطني، وغلق أبواب الدولة، وقطع علاقاتها مع العالم أدى إلى تحول إيران إلى كوريا الشمالية التي وصلت إلى فقر مطلق وغير مسبوق كما هو حال الشعب الايراني اليوم .
كذلك يطالب رواد مواقع التواصل الايراني وبدلا من تحميل حكومة روحاني الاخطاء ،بأنه يجب على رئيسي ووزرائه عدم إطلاق التصريحات في الهواء ،ورفع الشعارات الجوفاء؛فلو أردنا أن نكون مؤثرين يجب تنمية الوضع الداخلي ، ومن الضروري كذلك أن يتم تنفيذ الإصلاحات الشاملة في داخل إيران أولاً في كافة المجالات ،ومحاربة الفساد وعدم اهدار اموال الشعب الايراني على المغامرات في الخارج .
هذا الحراك عبر مواقع التواصل الاجتماعي الايراني يرتبط بعدة أحداث وتداعيات أهمها:
⭐تصريحات المرشد خامنئي مؤخرا ،والتي أكد خلالها أن إيران حققت إنجازات اقتصادية وعلمية وعسكرية مهمة، وقلصت من اعتمادها على النفط ؛وهو ما بات يشكك به الشعب الايراني برمته؛ خاصة مع انطلاق احتجاجات المعلمين في عموم المحافظات الايرانيةواطلاقها شعارات هاجمت شخص خامنئي ورئيسي ..
⭐ يرجح أن هذه الحملات الشعبية تستهدف بانتقادها المرشد شخصياً حيث يتبنى الاقتصاد المقاوم في خطبه وتوجيهاته، وأطلق على عنوان المراحل اسماء عديدة مثل ” تعزيز الاقتصاد المقاوم؛ المبادرة والعمل” “الاقتصاد المقاوم؛ الإنتاج والتوظيف” و “طفرة الإنتاج”…وكلها اثبتت فشلها امام الزاقع الاقتصادي والسياسي والامني والاجتماعي المرير.
⭐مساعي النظام الايراني لتحسين صورةالنظام، ومجمل سياساته بعد مرور اكثر من اربعة اشهر على تولي ابراهيم رئيسي؛ والتي أدت إلى طرح الكثير للشعارات التي استعرض بها حملته الانتخابية والتي ثبت زيفها وكذبها .
⭐ الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة بالتزامن مع التصعيد الأمريكي ضد إيران واحتمالية فرض عقوبات جديدة عليها ،مما يضاعف من مشكلاتها ويعقدها .
.
☀ تحمل حملات التواصل الاجتماعي انتقاداً لاذعا على ما يبدو لدعم النظام أنظمة وأحزاب وجماعات في دول محور المقاومة على حساب الشعب الإيراني وهي نفس الشعارات التي رفعها محتجون في تظاهرات ديسمبر 2017 والممتدة إلى يناير 2018م وديسمبر 2019و2020.
☀بقاء الوضع على ما هو عليه مع تجارب الشعب الإيراني شعارات النظام الجوفاء مثل الاقتصاد المقاوم والإنتاج المحلي خلال السنوات الماضية ربما تطعن في مصداقية النظام مما يرفع من معدلات عدم ثقة الشعب في ساسته، ويؤجج من غضبه، وقد يدفعه إلى التظاهر والاحتجاج على نطاق واسع وهو ما حذر منه قادة النظام نفسه في اكثر من مناسبة .