مرت علينا ذكرى اعتبرها كل احرار العراق وعاشقيه والوطنيين منه انه سقوط وكارثة حلت بنا وبكل المنطقة، استبيح بها الانسان والحيوان وحتى الصخر، كان يوماً اسود تأمر عليه كل الحاقدين من شلة عراقية قليلة تابعة للعدو من دول بعيدة والقريبة منا، وتأمر عليه كل مرضى المنطقة من صغيرهم الى كبيرهم وبعد ذبحهم هذا المارد الكبير من الوريد الى الوريد وضعوا عليه اوصخ وارذل ما فيه، وضعوا الجواسيس وضعاف النفوس وجياع البطون وفاقدي الكرامة والاخلاق ليحكموه واذا بهم يستبيحوه ويخربوه ويدمروه ثم يسرقوه.
تحية اجلال تكريما للذكرى العشرين لاستشهاد مقاتلينا الابطال ضباطا وجنودا الذين سقطوا شهداء دفاعا عن ارض العراق اثناء مقاومتهم الباسلة للغزاة الامريكان، وتحية اجلال لكل المقاومين الابطال الذين ضحوا بحياتهم ومالهم من اجلك ياعراق. ٩ نيسان كانت وبالاً على الشرق الاوسط برمته، دمرت بعده سوريا العزيزة ولبنان الجمال وتونس الخضراء ومصر العروبة واليمن السعيد وانتصر بها اعداء الامة الازليين الاسرائليين والفرس الايرانيين الملاويين وضعفت الجزيرة العربية بكل دولها والمغرب العربي بكل اقطاره ومكوناته وعادوا جميعاً وبدون استثناء ١٠ الى ١٥ سنة الى الوراء وتقدمت اسرائيل وملالي ايران عسكرياً واقتصادياً ودولياً.
العراقيون ينهضون من كل كارثة في التاريخ الطويل لهم ويرجعون اقوى ويهيمنون على المنطقة ويعملون السلام والطمانينه والرخاء فيها بهمة رجالها ونسائها الوطنين الاحرار وان هذا اليوم لقريب.
منذ تأسيس الحرس الثوري الايراني في ١٩٧٩ وتأسيس حزب الله اللبناني ١٩٨٢ والمليشيات العراقية بعد ٢٠٠٣ كلها وبدون استثناء تعمل لصالح المصالح الاسرائيلية في المنطقة. اي معركة حقيقة مع اسرائيل او حتى تراشق بالصواريخ كما تقوم به المقاومة الفلسطينية دائماً مثل حماس لم يحدث مطلقاً والجبهه والمقاومة اللبنانية والعراقية في هدوء مستمر ومنذ الثمانينات. وحتى عندما ضرب العراق اسرائيل ب ١٩ صاروخاً اثناء حرب العراق والعالم في ١٩٩١ وهذه المليشيات المتمثلة بحزب الله اللبناني في حينها وبعدها كل المليشيات الطائفية العراقية بعد ٢٠٠٣ لم تحرك ساكناً. بالحقيقة هذه المليشيات استخدمت لقمع الشعوب المضطهدة في العراق وسوريا واليمن ولبنان ومنع اي ثورة داخلية من اجل الحرية والعدل والتقدم والسيادة. خدمت هذه المليشيات ايران الملالي، وبالخفاء امريكا ومشروعها الذي بدء يتوضح كثيراً بمرور الوقت الا وهو اضعاف العرب وتقسيمهم اكثر وطمس المشاعر القومية الموحدة للامة العربية المتواجدة على مساحة ١٢ مليون كيلو متر مربع.
المليشيات ادعت انها تأسست باسم الدين لتحرير القدس وانها تعمل على حمايته وحماية المسلمين وبناء الوطن وما عملوه منذوا تأسيسهم هو قتل وتشريد وتهجير الملاين من المسلمين من ديارهم وقراهم ومدنهم، والدين الاسلامي اصبح في فرقة كبيرة لا يمكن اصلاحها الا بالقتال وهذا سبب وجود هذا الكم الهائل من المليشيات، بالاضافة الى ان مخطط هذه المليشيات يسير بنفس الخطى مع المخطط الامريكي الغربي لاضعاف المنطقة والعرب.
الولايات المتحدة الامريكية وبقيادة الديمقراطيين تسير بخطى متسارعة لتدمير نفسها اكثر مما يدمرها الاخرين من الخارج. تقسيم العرب الى دويلات صغيرة وضعيفة ومتحاربة مع نفسها احدى الاسباب والعوامل التي ستدمر اقتصادها وبنائها التحتي وبالتالي ينعكس على قوتها الشرائية التي منها ينتعش السوق الامريكي او يضعف. الموقف والالتزام بحماية اسرائيل وبكل ثمن هو خطأ استراتيجي وعلى الامريكان ان يدعموا الجمهوريين الداعمين لمشروع الدولتين التي سيضمن السلام الدائم لليهود وللفلسطينيين وللمنطقة وبه تصبح الحاجة للمعممين ومليشياتهم التي جلبتهم امريكا خلال الاربعين سنة للمنطقة لتدميرها وتشتيتها وزرع الفتن بها قد انتهى، واعادة اللبراليين العلمانيين الديمقراطين للمنطقة هو الحل الامثل لشعوبها ولنهوض امريكا القوية الغنية العادلة كما اراد اجداد امريكا ان تكون مرة اخرى.
يبدوا من الميزانية العراقية المقترحة ان هناك تثبيت اكثر من ٨٥٠ الف موظف او تعين جديد بالاضافة الى ما نحن عليه من البطالة المقنعة التي تسير عليها حكومات ما بعد ٢٠٠٣. إن نسبة العاملين في القطاع الحكومي بالعراق بلغت ٣٧٪( بينما اليابان ٥,٩٪ وكوريا الجنوبية ٧,٦٪ والمانيا ١٠,٦٪ وتركيا ١٢,٤٪ )، إذ يعتبر القطاع الحكومي الأكثر ضغطا على الموازنة العامة للدولة التي تذهب بمجملها كرواتب للموظفين، دون وجود إنتاج حقيقي يوازي هذه المصروفات العالية نتيجة عدم خلق بيئة استثمارية تساهم في تشجيع القطاع الخاص وتوفير فرص عمل من خلاله، الأمر الذي يزيد من الضغط على القطاع العام. أن الإحصائيات عن أعداد الموظفين بالعراق تؤكد على وجود ما يقرب من ٢,٥ مليون موظف في القطاع العام المدني، إضافة إلى ١,٧٥ مليون موظف في الأجهزة الأمنية التي تشمل وزارتي الدفاع والداخلية ومكافحة الإرهاب والمخابرات وغيرها، وبالتالي فإن في العراق ما يقرب من ٤,٥ ملايين موظف حكومي. بالاضافة الى نحو ٣,٥ ملايين عراقي يتقاضون رواتب تقاعدية من الدولة، وهؤلاء خارج نسبة ٣٧٪ من إجمالي اليد العاملة المعلن عنها. لم تنته القصة هنا، فأرقام العراقيين الذين يتقاضون رواتب من الدولة كبيرة، حيث أن ما يقرب من ١,٥ مليون عراقي يتقاضون رواتب ضمن ما يعرف بالرعاية الاجتماعية (رواتب شهرية تمنحها وزارة العمل للعوائل الفقيرة)، ونصف مليون مقسم بين ضحيا رفحة الاوربيين وشهداء العملاء القادمين من ايران وشهداء ايران بالحرب العراقية الايرانية واولاد وبنات وخالات وعمات وعاهرات المسؤولين وبالتالي فإن مجموع العراقيين الذين يتقاضون رواتب شهرية من الدولة يقدر ب ١٠ملايين عراقي يعتمدون في معيشتهم على الدولة بصورة مباشرة (موظفون ومتقاعدون وذوو الرعاية الاجتماعية)، وهو ما قد يشكل نسبة ٢٣٪ من سكان العراق الذي تقدر وزارة التخطيط عدد سكانه بنحو ٤٢ مليون نسمة. اذا ما أضفنا ال ٨٥٠ الف موظف الجديد المعلن بالميزانية الجديدة سيصل الرقم ١٠,٨٥٠ مليون موظف والذي يعادل ٢٥,٨٪ من سكان العراق وهذه بكل الحسابات العلمية وصفة لتدمير العراق ومنع نموه الصناعي والاقتصادي ويبقيه دولة ضعيفة معتمدة على النفط الذي سيتوقف الاعتماد عليه في ٢٠٣٠ كما تعمل عليه امريكا وحلفائها الغربيين. رغم ان المال العام يصل الى المواطن بشكل او باخر واحد راتب كبير افلاطوني واخر راتب صغير لا يطعم دجاجة ولكن المحصلة هنا ان عتاكة بغداد يعتقدون انهم يؤجلون ثورة الشعب التي اصبحت بركان في كل بيت والتي ستتفجر في اي لحظة ولا تبقي بهم ولا تذر واعذر من انذر.
الحراك العراقي بانتظاركم يا ثوار العراق ليكونوا عوناً لكم في انجاح ثورتكم من الخارج ويهيئ لكم الدعم الدولي الذي به تنجحون وتنمون واعلموا دائماً ان الله معنا.
الحراك العراق
