المتخلفون سبب التخلف

يعتبر مصطلح التخلف من المصطلحات المتداولة في العالم . ويطلق على المجتمعات التي تتصف بتدني المستوى
الثقافي والعلمي والاجتماعي والاقتصادي
مقارنة مع المجتمعات الاكثر تطورا منها .

والتخلف عكس التقدم ، وهو يعني كذلك
بعدم قدرة الدول من الوصول الى مرحلة التطور المنشودة ، نتيجة عدم قدرتها على الاستغلال الامثل لمواردها المادية والبشرية .
و للتخلف اشكال عديدة فهنالك التخلف السياسي والتخلف الاقتصادي والاجتماعي
وهنالك التخلف الشخصي ويتمثل في تأخر الفرد بامكانياته وقدراته العلمية والثقافية
عن غيره وممن حوله ، بسبب ضعف قدراته الذهنية والشخصية وهذا يقود الى التخلف
الاخلاقي والمتمثل في وجود بعض القيم
والسلوكيات الغير اخلاقية التي تسهم في
حدوث اضرار جسيمة داخل المجتمع .
فالتخلف هو نتيجة الجهل والامية ، وهو اخطر مرض تعاني منه شعوب دول العالم الثالث
ومنها الامة العربية والعراق بالذات .
ففي العراق وبعد غزوه من قبل امريكا وحلفائها وعملائها في المنطقة ، تم تدمير جميع مقومات النهضة في العراق وقاموا
باشاعة الجهل والامية من اجل زرع التخلف
في جسده ، من خلال تدمير التعليم ومؤسساته وتدمير الاقتصاد وتجويع الشعب
حتى اصبح شباب العراق لا يحصلون على عمل ، وانتشر في البلاد الفساد بكافة انواعه
والمخدرات وارتفعت نسبة الامية ، حتى اصبح العراق اكثر البلدان في المنطقة بل في العالم تخلفا ..
هذا اذا علمنا أن التخلف يمثل العائق الاساس لتطورنا ونهضتنا .. كون التخلف عدو التنمية …
وعليه فمن وجهة نظرنا إن لا وجود للتخلف
بل يوجد متخلفون ، والتخلف من صناعة المتخلفين ، وما اكثرهم في مجتمعنا !!
فلولا المتخلفين لا وجود للتخلف ، لانهم
هم الذين يعيقون عملية التطور وفي جميع
نواحي الحياة ، كونهم محدودي الافاق والثقافة والعلم وفاقدي المنطق !!
فهم بطبيعتهم انانيون و تسلطيون
وبسببهم وبسبب تخلفهم نجد التراجع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والاخلاقي
في بلدنا العراق ..
وعلينا ان لا ننسى دور المحتلين والمستعمرين ودور رجال الدين المرتزقة
والمرتبطين بجهات اجنبية وايران بالذات
ومليشياتها المجرمة ، مستغلين الجانب الديني والمذهبي لتحقيق مكاسبهم واهدافهم السياسية ، وجميعهم ساهموا
بنشر التخلف .. بالاضافة الى الجهل الفكري
لان التفكير الخاطئ يؤدي الى ارتكاب المزيد من الاخطاء !!
لقد لعب رجال الدين المرتزقة والدجالين
دورا خطيرا واساسيا في نشر الاكاذيب والخرافات والاساطير وتشويه الحقائق
واستغلال مكانتهم الدينية المزيفة لقيادة
الجهلاء والبسطاء والمغرر بهم من ابناء شعبنا ، وتمرير كل شيء باطل تحت غطاء الدين ، ففي اوساط التخلف الكذب يدحر
الحقيقة ..
ومن اهم مظاهر التخلف تلك الموجودة
في قيمنا وواقعنا الاجتماعي الحالي .. وهي التركيز على الفردية والانانية والعشائرية
والقبلية والطائفية والاثنية المتأصلة في نفوسنا ، ولذات الاسباب لم نتمكن من اللحاق
بالتطورات الجديدة التي حدثت في جميع نواحي الحياة ، وتأخرنا عن الاخرين الذين تجاوزونا في مضمار الحضارة ..
وانعكست كل هذه المظاهر المتخلفة حتى على مؤسساتنا واحزابنا السياسية , كون التخلف كالسرطان يسري في جسدنا وفي جسد الدولة وحتى الاحزاب الثورية تعاني من ذلك .. فالقيادات المتخلفة ليس لديها
القدرة على استيعاب ما يدور من حولها
سياسيا واقتصاديا وتنظيميا وفكريا وستشكل هذه القيادات عائقا امام التطور
وتحقيق الاهداف بسبب جهلها وتخلفها
ومن البديهي ان الجهلة والمتخلفون عادة
يطيعون مقلديهم ومسؤوليهم بشكل اعمى
لذا فهم يستوعبون الاكاذيب بسرعة وسهولة
اكثر من استيعابهم الحقيقة !!!
لذا فإن اشاعة التخلف الحضاري في البلد
يشكل خطرا كبيرا كونه يؤدي الى اعاقة التنمية الاقتصادية والبشرية ، لذا اصبح تجديد الفكر وتطويره ضرورة موضوعية
والتجديد يمثل حاجة مستمرة مع بقاء الحياة واستمرارها، واذا لم نفعل ذلك سوف نبقى ساكنين ونتجمد ونتحجر ، والسكون
يعني الموت والفناء .. وسنبقى متخلفين عن بقية الامم والشعوب وسنبقى نعاني من الامية والفقر والجوع والحرمان والمرض
والتطرف ومزيدا من الخلافات والنزاعات
والصراعات والانشقاقات والتفرقة والاستبداد والحكم الغير رشيد !! !
وسنفقد الماضي وما ورثناه منه ، والحاضر
ومعاناته ، والمستقبل سيكون غامضا …

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى