أعلن مسؤول أمني عراقي، الأحد، مقتل نحو ٤٠ مسلحا من عناصر فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي ومليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران في غارة جوية نفذتها طائرة مجهولة الهوية على معسكر بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد، في واقعة هي الثانية من نوعها خلال الشهر الجاري.
وقال ضابط برتبة مقدم في شرطة محافظة ديالى، مفضلا عدم ذكر اسمه: “شنّت طائرة مجهولة الهوية بعد منتصف الليلة الماضية غارة على معسكر أبو منتظر المحمداوي التابع لمليشيات الحشد الشعبي، المعروف سابقا بمعسكر أشرف”.
وأوضح أنه بحسب المعلومات الأولية فإن القصف استهدف موقعين داخل المعسكر؛ أحدهما مخزن للصواريخ والآخر تجمع لعدد كبير من عناصر الحشد والمليشيات الإيرانية وضباط في فيلق القدس وحزب الله اللبنانية، وأسفر عن مقتل نحو ٤٠ مسلحا وإصابة العشرات.
وأشار إلى أن سيارات الإسعاف وطائرات عراقية نقلت الجرحى إلى مستشفى بعقوبة وإلى بغداد، لافتا إلى أن غالبية القتلى كانوا من عناصر فيلق القدس والباسيج وهي قوات التعبئة العامة التابعة للحرس الثوري وحزب الله.
معلومات مفصلة
في السياق ذاته، أكدت معلومات مفصلة ، أن المعسكر المستهدف هو أحد معسكرات المليشيات والحرس الثوري الرئيسية في محافظة ديالى، وتشرف عليها مليشيات بدر التي يتزعمها هادي العامري.
كما كشفت المعلومات أن المعسكر يحتضن، إلى جانب بدر، مواقع لمليشيا عصائب أهل الحق والنجباء، وهو أحد مراكز التدريب التي يشرف فيها ضباط من فيلق القدس ومليشيا حزب الله اللبنانية على تدريب عناصر المليشيات العراقية والمليشيات الأخرى التي ينقلها الحرس الثوري عبر العراق إلى سوريا واليمن.
ويحتوي المعسكر على منصات لإطلاق الصواريخ ومخازن صواريخ، حيث نقل فيلق القدس خلال الأشهر الماضية أعدادا كبيرة من صواريخه مختلفة المديات إلى مخازن هذا المعسكر والمخازن الأخرى التابعة للمليشيات في مدن العراق الأخرى.
وشهدت المناطق المحيطة بهذه المعسكرات حملات تهجير وإبادة جماعية نفذها مسلحو المليشيات ضد السكان الأصليين واستوطن بدلا منهم عائلات مسلحي وضباط فيلق القدس وحزب الله الإيرانيين.
وأشارت المصادر إلى أن التجمع الذي استهدفته الغارة كانت لقوة من الباسيج الإيرانية التي وصلت إلى العراق مؤخرا بهدف الذهاب إلى سوريا، كاشفة أن ضباطا من فيلق القدس وحزب الله كانوا ضمن القتلى والمصابين.
طوق أمني
وفرضت مليشيات الحشد الشعبي عقب الغارة طوقا أمنيا مشددا حول المعسكر، فيما ذكر مقربون من الحشد أن الانفجارات التي وقعت في المعسكر كانت انفجارات تم تفجيرها من قِبل المليشيات ذاتها.
واستهدفت غارة جوية مجهولة الهوية في ١٩يوليو/تموز الحالي مصنعا إيرانيا لصناعة صواريخ الكاتيوشا وتجميع أنواع أخرى من الصواريخ، واجتماعا لضباط في فيلق القدس ومليشيا حزب الله اللبنانية ومليشيات الحشد الشعبي داخل معسكر الشهداء (معسكر اللواء الـ١٦ من مليشيا الحشد الشعبي المعروف بالحشد التركماني)، الواقع في بلدة آمرلي جنوب قضاء طوزخورماتو، وأسفرت الغارة عن مقتل ٦ عسكريين بينهم ٤ ضباط إيرانيين كانوا من المشرفين على صناعة الصواريخ واثنان من مسلحي الحشد بجانب إصابة عدد آخر.
وكان معسكر أشرف مخيما لحركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة وقواتها وعائلات الحركة قبل أن تتحول إلى معسكر لمليشيات الحشد الشعبي، حيث أخلت مليشيا بدر بأوامر مباشرة من إيران المعسكر بعد الاعتداء على قاطنيه الذين تجاوزت أعدادهم ثلاثة آلاف لاجئ، ومن ثم نقلتهم إلى بغداد ومنها نقلوا إلى دولة أوروبية عام ٢٠١٣، وكان اللاجئون الإيرانيون في أشرف يعانون من حصار فرضته عليهم الأحزاب التابعة لإيران عقب سقوط نظام حزب البعث في العراق عام ٢٠٠٣.