
مع إعلان الأكاديمية الملكية السويدية منح جائزة نوبل للسلام للناشطة العراقية- الايزيدية، نادية مراد، يطرح السؤال نفسه: من هي نادية مراد؟
هي فتاة عراقية-ايزيدية ولدت في قرية كوجو قضاء سنجار عام 1993
في عام 2014 اختطفها مسلحو تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية بعد أن قتلوا ستة من أشقائها، وتعرضت على أيديهم للاغتصاب.
كانت ناديا مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2018، صاحبة الوجه الشاحب والشعر البني الطويل، تعيش حياة هادئة في قريتها كوجو على أطراف قضاء سنجار.
ومنطقة سنجار الجبلية هي معقل الأيزيديين في شمال غرب العراق على الحدود مع سورية.
تغيرت حياة مراد عندما بدأت رحلة ظلام، بعد اجتياح تنظيم داعش لبلدتها في آب/أغسطس 2014، حين تعرض أبناء ديانتها من رجال ونساء للاضطهاد والقمع، كانت هي من بينهم، وتحولت النساء إلى ضحايا الرق الجنسي.
تنظيم داعش يرتكب اكبر جريمة اغتصاب جماعية بحق الايزيديين
ارتكب تنظيم داعش مجازر بشعة بحق المدنيين حين استولى التنظيم في 2014 على مساحات شاسعة في شمال العراق وغربه.
وقبل ذلك كان عدد الأيزيديين في العراق 550 ألف نسمة، لكن هاجر نحو 100 ألف منهم، فيما فر آخرون إلى إقليم كردستان العراق الشمالي.
خطفت مراد من قريتها ثم نقلت إلى مدينة الموصل معقل تنظيم داعش حينها، وكانت بداية كابوس دام لأشهر بعدما تعرضت للتعذيب والاغتصاب الجماعي قبل أن يتم بيعها مرارا بهدف الاستعباد الجنسي.
أرغمها التنظيم المتطرف أيضا على التخلي عن ديانتها الأيزيدية التي يعتبرها كفرا وعبادة للشيطان.
تحدثت ناديا عن “زواجها” من أحد خاطفيها الذي كان يضربها ويرغمها ارتداء ملابس تبرز مفاتنها بعيد ذلك، قررت الهرب.
وبمساعدة أسرة مسلمة من الموصل كانت تقيم عندها، حصلت ناديا على هوية سمحت لها بالانتقال إلى كردستان العراق.
وبعد هربها، عاشت الشابة التي تقول إنها فقدت ستة من أشقائها ووالدتها في النزاع، في مخيم للاجئين في كردستان حيث اتصلت بمنظمة تساعد الأيزيديين أتاحت لها الالتحاق بشقيقتها في المانيا.
وبعد وصولها إلى ألمانيا قررت مراد الدفاع عن الأيزيديين، وتدعو مرارا إلى تصنيف الاضطهاد الذي تعرض له الأيزيديون على أنه “إبادة”.
أرادوا المساس بشرفنا، لكنهم فقدوا شرفهم
مراد أمام نواب أوروبيين
لم تتوقف مراد حتى يومنا هذا، كما هي حال صديقتها لمياء حاجي بشار، التي حصلت معها على جائزة “ساخاروف” لحرية التعبير من البرلمان الأوروبي في العام 2016، عن التذكير بوجود أكثر من ثلاثة آلاف أيزيدي مفقود، ربما لا يزالون أسرى لدى داعش.
تقول مراد أنها من ألمانيا تقود “كفاح” شعبها. ومن أجل تلك القضية، جمعت حليفات كثيرات، من بينهن أمل كلوني، المحامية البريطانية اللبنانية الأصل والمدافعة عن حقوق الإنسان، والتي قدمت كتاب مراد “لكي أكون الأخيرة”، الذي صدر باللغة الفرنسية في شباط/فبراير.